Advertisement
يقول ماكاي: "في كلية الطب، كنا نمزح بأن المريض يعاني من مشكلة الشرب فقط إذا شرب أكثر من طبيبه. لكن تلك المزحة كشفت كيف تسلل الكحول إلى ثقافتنا اليومية".
الإرشادات الأسترالية التي كانت في السابق تسمح بـ"بضعة مشروبات يوميًا" تغيرت اليوم جذريًا، لتؤكد أنه لا يوجد حد آمن على الإطلاق.
ويضيف الطبيب أن كل جرعة، مهما كانت صغيرة، تسبب التهابات داخلية تؤثر على القلب والدماغ والكبد والجهاز المناعي، وقد تؤدي إلى أمراض مزمنة.
"الكحول أكثر ضررًا مما يعتقد الناس"، يقول ماكاي، "وكلما قلّ شربك، قلّ خطر إصابتك بالأمراض".
على المدى القصير، يؤدي الكحول إلى ضعف التنسيق والتركيز، وزيادة خطر الحوادث، واضطرابات في النوم والمزاج، بينما يؤدي الاستهلاك المتكرر إلى الاكتئاب والقلق والإدمان.
أما على المدى الطويل، فالأخطر يتمثل في ارتفاع خطر الإصابة بسرطانات القولون والثدي والكبد والفم، إلى جانب تليف الكبد وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
الإرشادات الأسترالية تعتبر أن تناول أكثر من أربعة مشروبات قياسية في جلسة واحدة أو عشرة أسبوعيًا يعني تجاوز الحد الآمن، رغم أن التوصية الرسمية اليوم باتت: "كلما قلّ شربك، قلّ الضرر".
الكحول والسرطان… علاقة مثبتة
يصنف الكحول كمادة مسرطنة من الفئة الأولى بحسب منظمة الصحة العالمية، في نفس مرتبة التبغ والأسبستوس والأشعة فوق البنفسجية.
ويحذر ماكاي من أن الجمع بين التدخين والكحول يشكل مزيجًا قاتلًا، إذ يجعل الكحول أنسجة الفم والحنجرة أكثر عرضة لتأثير المواد السامة في الدخان.
رغم قدرة الكبد على التعافي من الأضرار الخفيفة، إلا أن التليف والندوب الكبيرة لا يمكن إصلاحها. "قد يتحسن الوضع بالتوقف عن الشرب، لكن الكبد لن يعود كما كان أبدًا"، يقول الطبيب.
أيضا، أسطورة كأس النبيذ الأحمر اليومي "لصحة القلب" فقدت مصداقيتها تمامًا. فالدراسات التي دعمتها سابقًا لم تفرّق بين غير الشاربين لأسباب صحية والممتنعين تمامًا. وبعد تصحيح النتائج، تبين أن غير الشاربين يتمتعون بصحة أفضل من الشاربين المعتدلين.
ينصح ماكاي بأن تكون كل الأيام السبعة في الأسبوع خالية من الكحول، لكن في الحد الأدنى، يجب أن يمتنع الشخص عن الشرب يومين أسبوعيًا لمنح الكبد فرصة للتعافي ولتفادي بناء "تسامح" جسدي ونفسي يؤدي إلى الاعتماد.
ويختم الطبيب بالقول: "الكحول جزء من ثقافتنا، لكنه ليس جزءًا من صحتنا. التوقف عن الشرب لن يحسّن جسدك فحسب، بل سيجعل نومك أعمق، وبشرتك أنقى، ومزاجك أصفى، وطاقتك أعلى. حتى المشروب الواحد ليس بريئًا". (دايلي مايل)
أخبار متعلقة :