موقع دعم الإخباري

باستخدام زبدة الفول السوداني.. هكذا يتم الكشف عن مرض الزهايمر

توصل علماء في جامعة فلوريدا إلى طريقة غير عادية ولكن ذكية للمساعدة في الكشف عن مرض الزهايمر، وذلك باستخدام زبدة الفول السوداني.

Advertisement


وتظهر دراستهم أن شيئاً بسيطاً مثل ملعقة من زبدة الفول السوداني قد يساعد الأطباء في تحديد العلامات المبكرة للمرض بطريقة سريعة وبأسعار معقولة.

مرض الزهايمر هو حالة تُلحق ضررًا بطيئًا بالدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة وصعوبات في التفكير والحياة اليومية. وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ويصيب ملايين الأشخاص حول العالم.

غالبًا ما يجد الأطباء صعوبة في تشخيص المرض مبكرًا لأن أعراضه تبدأ ببطء شديد. وبحلول الوقت الذي يتضح فيه فقدان الذاكرة، يكون الدماغ قد تعرض بالفعل لضرر كبير. ولذلك، يبحث الباحثون عن طرق أسهل وأسرع للكشف عنه في مراحله المبكرة.

حاسة الشم من أوائل ما يتغير لدى المصابين بمرض الزهايمر. يحدث هذا لأن المرض يبدأ بالتأثير على جزء الدماغ المسؤول عن معالجة الروائح، ويُسمى القشرة الشمية.

من المثير للاهتمام أن العلماء وجدوا أن الجانب الأيسر من الدماغ غالبًا ما يكون أكثر تضررًا من الجانب الأيمن لدى مرضى الزهايمر. ونتيجةً لذلك، قد يعاني المصابون بهذا المرض من ضعف في حاسة الشم في فتحة الأنف اليسرى مقارنةً باليمنى.

قررت الدكتورة جينيفر ستامبس وفريقها البحثي اختبار هذه الفكرة بطريقة بسيطة. تطوعوا لدراستهم 94 شخصًا. شملت المجموعة أشخاصًا يُحتمل إصابتهم بألزهايمر، وأشخاصًا يعانون من مشاكل ذاكرة خفيفة قد تؤدي إلى الإصابة به، وأشخاصًا يعانون من أنواع أخرى من الخرف، ومتطوعين أصحاء.

استخدموا مسطرة طولها 30 سنتيمترًا ووعاءً صغيرًا من زبدة الفول السوداني. طلب الباحثون من كل شخص إغلاق إحدى فتحتي أنفه ومحاولة شم رائحة زبدة الفول السوداني بالفتحة الأخرى. قرّبوا زبدة الفول السوداني ببطء، سنتيمترًا واحدًا في كل مرة، حتى قال الشخص إنه يستطيع شمها. ثم كرروا الأمر مع الفتحة الأخرى.

كانت النتائج مفاجئة. استطاع مرضى الزهايمر شم رائحة زبدة الفول السوداني من مسافة أبعد بكثير بفتحة أنفهم اليمنى مقارنةً باليسرى. في المتوسط، لم تستطع فتحة أنفهم اليسرى شم الرائحة إلا عندما كانت زبدة الفول السوداني على بُعد حوالي خمسة سنتيمترات، بينما استطاعت فتحة أنفهم اليمنى شمها على بُعد حوالي سبعة عشر سنتيمترًا.

لم يظهر هذا الاختلاف لدى الأشخاص المصابين بأنواع أخرى من الخرف أو لدى الأفراد الأصحاء. وهذا يشير إلى أن اختبار زبدة الفول السوداني قد يساعد في تشخيص مرض الزهايمر تحديدًا.

يكمن جمال هذا الاختبار في بساطته. فهو لا يتطلب أجهزة باهظة الثمن، أو تدريبًا خاصًا، أو إجراءات جراحية. ويمكن إجراؤه بسرعة في عيادة، أو حتى في المنزل تحت إشراف طبي.

لأن زبدة الفول السوداني تتميز برائحة قوية ونقية يميزها معظم الناس، فهي مثالية لهذا النوع من الاختبارات. إذا تمكن الاختبار من اكتشاف مرض الزهايمر قبل ظهور أعراض خطيرة، فقد يساعد ذلك الأشخاص على تلقي العلاج مبكرًا وتحسين جودة حياتهم.

مع ذلك، يُشير الباحثون إلى أن هذا ليس اختبارًا تشخيصيًا شاملًا بحد ذاته. ينبغي استخدامه مع تقييمات طبية أخرى، مثل فحوصات الدماغ واختبارات الذاكرة، لتأكيد التشخيص. مع ذلك، يُظهر اختبار زبدة الفول السوداني نتائج واعدة كخطوة أولى أو أداة إضافية في الكشف المبكر عن مرض ألزهايمر.

يُمكّن هذا الاختبار المرضى وعائلاتهم من التخطيط المُسبق، وطلب الدعم، وتجربة علاجات قد تُبطئ تقدّم المرض. يُذكّرنا هذا الاختبار البسيط الذي أجراه فريق فلوريدا بأنه أحيانًا، قد تأتي الاكتشافات العظيمة من أشياء يومية، حتى لو كانت علبة زبدة الفول السوداني. (know ridge)

أخبار متعلقة :