“هيوماين” و”كوالكوم” تتعاون لإطلاق أول منظومة هجينة للذكاء الاصطناعي في السعودية

“هيوماين” و”كوالكوم” تتعاون لإطلاق أول منظومة هجينة للذكاء الاصطناعي في السعودية
“هيوماين” و”كوالكوم” تتعاون لإطلاق أول منظومة هجينة للذكاء الاصطناعي في السعودية

في خطوة إستراتيجية غير مسبوقة تضع المملكة العربية السعودية في صدارة الجيل القادم من بنية الذكاء الاصطناعي العالمية، أعلنت شركة (هيوماين) Humain، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة (كوالكوم تكنولوجيز) الأمريكية، شراكة إستراتيجية نوعية تهدف إلى إطلاق بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي في المملكة.

ويكمن جوهر هذه الشراكة في إنشاء أول منظومة ذكاء اصطناعي هجينة متكاملة تربط بين الحوسبة الطرفية (Edge) والحوسبة السحابية في العالم، بالإضافة إلى إدماج نماذج الذكاء الاصطناعي المُطورة محليًا في السعودية، مثل: نموذج (علّام) AllaM التابعة لهيومين، في منصات كوالكوم، مما يتيح تطوير حلول خاصة بالعملاء لتلبية احتياجات القطاعات الحكومية والمؤسسات في المملكة وخارجها.

ويمثل هذا الإعلان، الذي جاء على هامش فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII 9)، المنعقد في الرياض، تجسيدًا عمليًا لمستهدفات رؤية 2030 لتكون المملكة مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي. إذ تأتي هذه الخطوة النوعية في لحظة محورية تتحول فيها المملكة من مستهلك للتقنيات إلى مُنتج للبنية التحتية الذكية، التي ستشكل أساسًا للثورة الصناعية الخامسة القادمة.

كيف تعيد السعودية تعريف البنية التحتية للذكاء الاصطناعي؟

تستهدف الشراكة بين شركتي (هيوماين)، و(كوالكوم)، تشغيل خوادم بقدرة استيعابية تصل إلى 200 ميجاواط باستخدام حلول Qualcomm AI200 و AI250 المجمعة في وحدات (rack solutions)، ابتداءً من عام 2026، لتوفير خدمات الاستدلال العالية الأداء داخل المملكة وعلى المستوى العالمي.

وتعني هذه الخطوة عمليًا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي والاستدلالي سيعمل من داخل المملكة، عبر منظومة هجينة متقدمة تقلل من زمن الاستجابة، وتخفض تكاليف التشغيل، وتزيد من كفاءة استهلاك الطاقة، وهي عناصر أساسية لبناء بيئة رقمية ذات سيادة وطنية.

وقد أكدت شركة (هيوماين) في بيان رسمي، أن المنظومة الجديدة ستُمكّن من تشغيل النماذج الذكية وإنتاج مخرجاتها بكفاءة عالية، كما تمثل خطوة إدماج نموذج الذكاء الاصطناعي العربي (علّام) في منصات كوالكوم، اندماجًا بين العمق التقني العالمي والهوية اللغوية العربية، مما يجعل المملكة في مقدمة الدول المطوّرة لنماذج لغوية ذات طابع محلي متكامل.

وتكمن الأهمية القصوى لهذه الشراكة في أبعادها الاقتصادية والتقنية الطويلة الأمد، التي تشمل:

  • تمكين الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع: ستوفر البنية التحتية الجديدة أداءً رائدًا للنماذج اللغوية الكبيرة بتكلفة إجمالية تنافسية للغاية، مما يمكن المؤسسات الحكومية والخاصة من تسخير الذكاء الاصطناعي التوليدي بكفاءة عالية.
  • مركز عالمي للحوسبة الذكية: يؤكد كريستيانو آمون، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة كوالكوم، أن هذه الشراكة تساعد المملكة في تسريع طموحاتها لتصبح مركزًا للحوسبة الذكية، وذلك بفضل مراكز البيانات المتقدمة المدعومة بحلول الاستدلال الرائدة من كوالكوم.
  • بناء منظومة متكاملة: أكد طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة هيوماين، أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا لتكامل القوة، إذ تجمع بين الخبرة الإقليمية العميقة لهيوماين والريادة التقنية العالمية لكوالكوم، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات ودفع حدود الابتكار نحو آفاق جديدة، لترسخ بذلك موقع المملكة العربية السعودية في طليعة قيادة العصر القادم من ابتكارات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم ولأجيال قادمة.
  • توطين القدرات: تُجسّد هذه الشراكة نموذجًا رائدًا لبناء القدرات الكاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، بدءًا من تشغيل مراكز البيانات ووصولًا إلى تقديم الخدمات التجارية المتقدمة. كما تعكس التزام المملكة السعوديّة بتعزيز نموها الاقتصادي عبر تطوير منظومة متكاملة لأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، ما يمكّنها من المنافسة عالميًا وقيادة التحولات التقنية المستقبلية.
  • تمكين الذكاء السيادي: تهدف هيوماين، التي تركز على مراكز البيانات المتطورة والبنية التحتية السحابية الفائقة الأداء والنماذج اللغوية المتقدمة، إلى بناء منظومة عالمية متكاملة للذكاء الاصطناعي، مما يرسخ مفهوم الذكاء الاصطناعي السيادي في المملكة.

ركيزة مستقبل الذكاء الاصطناعي:

تمثل الشراكة بين هيوماين، وكوالكوم نقطة تحول مفصلية، فهي ليست مجرد توقيع اتفاقية، بل هي إطلاق بنية تحتية تقنية تضمن أن تكون المملكة مركزًا عالميًا للحوسبة الذكية، قادرة على تشغيل أضخم النماذج التوليدية، مثل علّام، بكفاءة عالية وتكلفة تنافسية، ويدعم هذا التحول المؤسسات والحكومات ويُسرّع تحقيق طموحات رؤية 2030 في الريادة التقنية العالمية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عصر النقرات الصفرية.. لماذا تتراجع زيارات المواقع مع ثبات ترتيبها في جوجل؟
التالى ملتقى الصحة العالمي 2025 في الرياض.. الذكاء الاصطناعي والجينوم يقودان التحول نحو رعاية صحية مستدامة