في ختامٍ مُبهرٍ لمنافسات استقطبت اهتمام مجتمع المياه الدولي، شهدت مدينة جدة تتويج الفائزين بجائزة الابتكار العالمية في المياه، في نسختها الثالثة، وهو الحدث الأبرز الذي يُقام ضمن أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (IDWS2025).
وتُعد هذه الجائزة منارة عالمية لتكريم العقول التي تُحوّل الأفكار البحثية الرائدة إلى تقنيات وحلول عملية تُسهم بنحو فاعل في معالجة تحديات ندرة المياه التي تواجه العالم.
الأبطال يتألقون في جدة.. جوائز كبرى تُحوّل الأفكار إلى واقع:
شهدت نسخة 2025 من جائزة الابتكار العالمية في المياه، حضورًا دوليًا لافتًا، مع إعلان 14 فائزًا نجحوا في تقديم حلول رائدة تجاوزت المعايير الصارمة التي وضعتها لجنة التحكيم الدولية، التي تضم 28 خبيرًا من 12 دولة.
وقد بلغ إجمالي الجوائز المخصصة في مختلف مراحل المسابقة 10 ملايين دولار أمريكي، وهي قيمة تعكس حجم الالتزام بدعم تحويل الأفكار البحثية إلى تقنيات قابلة للتطبيق في بيئات حقيقية.
وقد ذهبت الجائزة الكبرى للأثر إلى هان تشينج يو (HanQing Yu) من الصين، وذلك تقديرًا لابتكاره الذي يحمل تأثيرًا كبيرًا ومباشرًا في قطاع المياه. في حين حصل جويهوا يو (Guihua Yu) من الولايات المتحدة الأمريكية على الجائزة الكبرى للاكتشاف.
وكرمت الجائزة أيضًا 12 فائزًا آخرين من مختلف المسارات، مما يعكس شمولية الجائزة واتساع نطاق تأثيرها. وقد ضمت قائمة المكرمين نخبة من المبتكرين من دول متعددة:
- من المملكة المتحدة: تشارلي نورتون، وبريملال بالاكريشنا بيلاي، وعمر داوود.
- من الولايات المتحدة الأمريكية: جون غراديك، وحميد رضا ساموئي، وأندروشيفيتس.
- من إسبانيا: ألينا كامبس، وإينيس لاريّا.
- من هونج كونج، الصين: جيانانان غاو.
- من تركيا: وليد صوفي.
- من المملكة العربية السعودية: أبرار ظافر.
6 مسارات حيوية.. ابتكارات تعالج تحديات العصر:
جاء تتويج الفائزين بعد مرحلة تصفيات نهائية قوية ضمت 36 مرشحًا من 22 دولة، مثلوا أرقى الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات التقنية العالمية. وغطت الابتكارات الفائزة ستة مسارات رئيسية تُعدّ حيوية لمستقبل قطاع المياه:
- التقنيات المتقدمة لإنتاج المياه.
- تحسين جودة المياه وإعادة استخدامها.
- حلول المعالجة الذكية.
- تقنيات الحد من الترسيب.
- النماذج الرقمية لتطوير وأتمتة العمليات.
- ابتكارات وحلول الاستدامة.
شهادة دولية.. الجدوى الاقتصادية والتأثير البيئي الإيجابي:
أشادت لجنة التحكيم، التي ضمت 28 خبيرًا دوليًا من 12 دولة، بالمستوى الاستثنائي للمشاركات. وأكدت اللجنة أن المعيار الأساسي للحلول الفائزة لم يقتصر على الابتكار التقني فحسب، بل امتد ليشمل الجدوى الاقتصادية والتأثير البيئي الإيجابي. وتتمثل أهمية هذه الحلول في قدرتها على مواجهة تحديات عالمية ملحة، مثل ندرة المياه وتغير المناخ.
ويمثل هذا التتويج رسالة واضحة من جدة بأن الابتكار هو السبيل الوحيد لضمان الأمن المائي العالمي للأجيال القادمة.
لماذا تُعدّ جائزة الابتكار العالمية في المياه مهمة للعالم؟
تُعد جائزة الابتكار العالمية في المياه مهمة للغاية للعالم لأسباب متعددة تتعلق بالتحديات الكبرى التي يواجهها كوكبنا فيما يخص الأمن المائي والاستدامة، ومنها:
1- مواجهة التحديات العالمية الحرجة:
يواجه أكثر من ملياري شخص حول العالم نقصًا في المياه النظيفة، وتعمل الجائزة على تحفيز الأبحاث وتطوير تقنيات جديدة ومستدامة لإنتاج المياه، ومعالجتها، وإعادة استخدامها، مما يساهم بنحو مباشر في تعزيز الأمن المائي لأكثر الدول والمجتمعات تضررًا.
كما يؤدي تغير المناخ إلى أنماط طقس أكثر تطرفًا، مثل: الجفاف والفيضانات، مما يهدد موارد المياه، وتدعم الجائزة الابتكارات التي تساعد في بناء مرونة أنظمة المياه، وتحسين كفاءة استخدامها في ظل الظروف المتغيرة.
2- تسريع الابتكار وتحويله إلى واقع:
تُقدم الجائزة حافزًا ماديًا ضخمًا – يبلغ الإجمالي 10 ملايين دولار – لتشجيع العلماء والباحثين والشركات الناشئة على تحويل الأفكار البحثية والنماذج الأولية إلى تقنيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع وذات جدوى اقتصادية.
كما تركز الجائزة على مسارات حيوية مثل: المعالجة الذكية والنماذج الرقمية، مما يدفع عجلة التحول الرقمي في قطاع المياه، ويجعل البنية التحتية للمياه أكثر كفاءة، وأقل استهلاكًا للطاقة، وأسهل في الإدارة.
3- بناء مجتمع عالمي للحلول المشتركة:
تجمع الجائزة في التصفيات نهائية 36 مرشحًا من 22 دولة، وأعضاء لجنة تحكيم من 12 دولة، مما يصنع شبكة عالمية لتبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات في مجال المياه. ومن خلال تكريم الفائزين، مثل هان تشينج يو (للأثر) وجويهوا يو (للاكتشاف)، تسلط الجائزة الضوء على الأفراد والمؤسسات التي تقود التغيير، مما يلهم جيلًا جديدًا من المبتكرين للتركيز في حل قضايا المياه.
باختصار، الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي استثمار في مستقبل الأمن المائي العالمي، إذ تعمل كقوة دافعة لتطوير حلول تقنية ضرورية لمواجهة أخطر التحديات البيئية والإنسانية في عصرنا.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية




