في وقت تتسارع فيه أزمة ندرة المياه عالميًا وتشتد آثار التغير المناخي، تتحرك المملكة العربية السعودية بثبات لتعزيز أمنها المائي عبر تبنّي الابتكار كخيار إستراتيجي. وخلال مؤتمر الابتكار في استدامة المياه، أعلنت الهيئة السعودية للمياه، أعلنت الهيئة السعودية للمياه، نتائج تحدي (مياهثون 2025)، مُطلِقة موجة جديدة من الحلول التقنية، التي تعكس نضج منظومة البحث والتطوير في المملكة.
وقد جاء الإعلان ليعكس الانتقال المتسارع من المبادرات البحثية إلى حلول عملية قابلة للتطبيق، إذ لم يَعد (مياهثون) مجرد تحدٍ محلي، بل منصة تنافسية تجمع المواهب والخبراء والشركات الناشئة لتقديم تقنيات يمكن أن تُغيّر مستقبل التحلية والمعالجة وإدارة البنية التحتية المائية. وتؤكد نتائجه هذا العام أن السعودية باتت لاعبًا محوريًا في سباق الابتكار العالمي الخاص بتقنيات المياه.
فوز 13 فريقًا في تحدي (مياهثون 2025):
أعلنت الهيئة السعودية للمياه، أمس، ضمن فعاليات مؤتمر الابتكار في استدامة المياه 2025، نتائج تحدي (مياهثون 2025)، بعد استكمال جميع مراحل التقييم والتحكيم. وقد اُختيرت الحلول التي أظهرت أعلى درجات القابلية للتطبيق في أربعة مجالات حيوية، وهي: المياه، والتحلية، والمعالجة، وإدارة البنية التحتية المائية.
وقد شهدت الفعالية أمس تكريم 13 فريقًا فائزًا، ومن ثم، انتقلت مشاريعهم رسميًا إلى برامج الاحتضان والمسرّعات في مركز الابتكار السعودي لتقنيات المياه. ويهدف هذا المسار إلى تطوير النماذج الأولية (Prototypes) وتحويلها إلى منتجات تجارية قابلة للنمو، مما يدعم في نهاية المطاف حضور التقنيات الوطنية في سوق المياه إقليميًا وعالميًا.
أرقام وإحصائيات تُجسد حجم التحدي:
شهد (مياهثون 2025) مشاركة واسعة وعملية مكثفة، مما يؤكد أهمية التحدي وجاذبيته للمبتكرين، فقد جذب التحدي أكثر من 1500 مشارك في مرحلته الأولية، وتأهل منهم 60 فريقًا للمشاركة الحضورية بعد سلسلة تقييمات دقيقة. وخلال البرنامج، نُفذت 106 جلسات استشارية فنية وريادية بمشاركة 22 خبيرًا محليًا ودوليًا، ضمن مسار مكثف لتمكين المبتكرين من تطوير حلول قابلة للتطبيق ونماذج أعمال مستدامة.
الفرق الفائزة والحلول الابتكارية:
تضمنت قائمة الفرق الفائزة أسماء وحلولًا رائدة تُعالج تحديات المياه من زوايا مختلفة، مما يعكس شمولية التحدي، فقد شملت فرقًا متقدمة مثل: فريق (Separation Membrane Innovation SMI)، ورتق، وسمارت كور، و(AquaVolt)، و(VibraFlow)، وميزان للحلول التقنية، إضافة إلى (AquaTwin)، و(NuPlasTec)، وحصن، والحلول الخضراء الذكية، و(HYDROMINE)، و(Earth Pulse)، وباب الابتكار.
وتمثل هذه الفرق طيفًا واسعًا من التقنيات التي تمتد من ابتكارات الأغشية المتقدمة إلى الحلول الذكية للبنية التحتية وكفاءة الطاقة.
الأهمية الإستراتيجية لتحدي (مياهثون) للسعودية والعالم:
يمثل (مياهثون) أحد أبرز المبادرات الوطنية، التي تربط البحث العلمي بريادة الأعمال، من خلال منظومة متكاملة تشمل الإرشاد المتخصص، وتطوير نماذج الأعمال، وإتاحة الوصول إلى برامج الاحتضان والاستثمار، إضافة إلى تعزيز التعاون بين المبتكرين والجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وعلى المستوى العالمي، تأتي أهمية المبادرة في كونها نموذجًا لتسريع الابتكار في قطاعات التحلية المنخفضة الطاقة، وإعادة استخدام المياه، والحلول الذكية للبنية التحتية. أما على المستوى الوطني، فيسهم (مياهثون) في ترسيخ مكانة المملكة مركزًا للتقنيات المتقدمة في قطاع المياه، ويدعم تحقيق الاستدامة المائية عبر حلول عملية وقابلة للتوسع.
وبإعلان نتائج دورة 2025، يتأكد المسار الذي تتبناه السعودية نحو بناء اقتصاد ابتكاري قادر على إنتاج حلول مستقبلية لقضايا المياه، ليس فقط محليًا، بل للعالم بأسره؛ في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تطوير تقنيات مائية أكثر كفاءة وقدرة على مواجهة التحديات المناخية وكذلك تحديات ندرة الموارد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية
