مع اقتراب انعقاد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2026، يعود إلى الواجهة سؤال ظلّ يتردد في الأوساط التقنية خلال الأعوام الماضية: أين وصل روبوت Ballie الذي روّجت له سامسونج بوصفه مستقبل الروبوتات المنزلية؟ فبعد ستة أعوام من أول ظهور للجهاز، وسنتين من الكشف عن نسخته المُحسّنة، ما زال Ballie غائبًا عن الأسواق، في حين تتزايد المؤشرات على تأجيلات إضافية قد تمتد إلى العام المقبل.
بداية القصة.. وعود كبيرة منذ 2020
قدمت سامسونج روبوت Ballie لأول مرة في معرض CES 2020؛ إذ كان الجهاز حينها كرة صغيرة قادرة على التجول داخل المنزل، وتشغيل جهاز العرض المدمج لإظهار محتوى مرئي على الجدران والأرضية، إلى جانب التفاعل مع المستخدم بوصفه مساعدًا شخصيًا متحركًا.
وقد كانت النسخة المعروضة آنذاك أقرب إلى نموذج تجريبي، ولم تتعهد الشركة بخطة واضحة للإطلاق. ومع اندلاع جائحة كورونا، اختفت أخبار الروبوت لمدة طويلة، قبل أن يعود إلى الظهور في CES 2024 بحلة جديدة وتطويرات في التصميم والكاميرات، وبمزايا مثل التحكم في الأجهزة الذكية وتقديم تحديثات يومية للمستخدم.
ومع النموذج الجديد، أعلنت سامسونج أن Ballie سيصل رسميًا للبيع خلال عام 2024، ثم عادت لتؤكد إطلاقه صيف 2025 في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
تأجيلات متتالية… وغياب تام للجدول الزمني
وحتى مع التأكيدات المتتالية، لم يظهر Ballie في صيف 2025. وبعد انتهاء مدة الإطلاق المفترضة عقب معرض IFA 2025، ازداد الحديث عن احتمال تأجيل جديد. وهو ما تأكد رسميًا هذا الشهر بعد إعلان سامسونج تأجيل الإطلاق دون تحديد موعد بديل.
وفي تصريح لموقع “تك ردار” أكدت الشركة أنها “تعمل على تحسين المنتج لضمان تجربة استخدام أكثر تأثيرًا”، في إشارة ضمنية إلى أن المنتج لم يصل بعدُ إلى مستوى النضج المطلوب تجاريًا. ولم توضّح الشركة إذا كانت المشكلة في العتاد أو البرمجيات، لكنها أبقت باب التسجيل مفتوحًا للحصول على تحديثات حول موعد الإطلاق المستقبلي.
هل تواجه سامسونج مأزقًا مشابهًا لجهاز Galaxy Home؟
تجارب الماضي تضيف طبقة إضافية من الشك حول مصير Ballie. فسامسونج سبق أن أعلنت عن مكبر الصوت الذكي Galaxy Home في 2018، وروّجت له بوصفه منافسًا لسماعات آبل وجوجل. لكن بعد عدة سنوات من الوعود والتأجيلات، اختفى المنتج تمامًا ولم يُطرح في الأسواق، باستثناء نسخة “Mini” محدودة في كوريا الجنوبية.
ويدفع هذا المثال محللين إلى التساؤل عن تكرار السيناريو نفسه مع Ballie؛ فطول مدة التطوير وتكرار الظهور دون توفر المنتج وغياب الجدول الزمني للإطلاق تبقى جميعها مؤشرات تثير الشكوك حول مدى جدوى استمرار المشروع.
قدرات Ballie.. مساعد منزلي متنقّل
وحتى مع التأجيل المتكرر، ما زالت سامسونج تؤكد أن Ballie سيكون تجربة مختلفة في عالم الروبوتات المنزلية. فبحسب ما أعلنته الشركة، يستطيع الروبوت تتبّع المستخدم داخل المنزل والاستجابة للأوامر الصوتية، وتشغيل أجهزة المنزل الذكية والتحكم بها من خلال منصتها SmartThings، وعرض مقاطع الفيديو والمحتوى الترفيهي عبر البروجيكتور المدمج، وتقديم تذكيرات بالمهام اليومية والجدول الشخصي، والبحث عن المعلومات عبر الإنترنت.
وأكدت سامسونج أن القدرات الذكية للروبوت مدعومة بنظام Gemini من جوجل، مما يمنحه إمكانات مُتقدمة في فهم السياق وتحليل الأوامر.
ترقّب كبير قبل CES 2026
مع اقتراب انعقاد معرض CES 2026 مطلع العام المقبل، تتجه الأنظار إلى سامسونج لمعرفة إذا كانت ستُعيد عرض الروبوت مرة أخرى، أو ستكشف نسخة محدّثة بمزايا إضافية، أو ربما تكتفي بوعود جديدة بإطلاقه خلال 2026. ومع إخفاق الشركة في الالتزام بموعدي إطلاق متتالين، يبدو أن المجتمع التقني يتعامل الآن مع Ballie بحذر، ويُفضل انتظار لحظة توفره الحقيقية للشراء قبل تقييم جديته.
ويُعد Ballie من أكثر مشاريع سامسونج طموحًا في مجال الروبوتات المنزلية، لكن مستقبله يبقى غامضًا بقدر جاذبيته.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية
