إعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أنه “بعد قرار الحكومة أي تنظيم مسلح سواء حزب الله أو غيره أصبح غير شرعي”.
وأشار جعجع في حديث لـ”الجديد”، إلى أنه “لو لم تُقِرّ الحكومة اللبنانية حصرية السلاح بيدها، لكنا سنبقى إلى أجل غير مسمّى على ما نحن عليه اليوم، مع وضع أمني سيّئ وغير مستقر، وحرّية مطلقة لإسرائيل في أعمالها العدائية في لبنان. كما كنّا سنقع في عزلة دولية لا مثيل لها، وهذا ما قاله لنا المجتمع الدولي أكثر من مرّة”.
ووجه جعجع تحيةً للوزراء الشيعة الذين انسحبوا من الجلسة الحكومية بطريقة ديمقراطية و”مرتبة”.
وأضاف: “إحدى نقاط الخلاف مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كانت رغبته في أخذ وقت إضافي للتحاور مع حزب الله، علمًا أننا جلسنا إلى عدّة طاولات حوار من دون التوصّل إلى أي نتيجة. إن طلب تأجيل البحث في ملف سلاح حزب الله كان مضيعة للوقت، لأننا أشبعنا هذا الملف درسًا طوال العشرين سنة الماضية”.
وتابع: “لبنان بحاجة إلى صداقاته الخارجية للنهوض من جديد بعد كل ما مرّ به، وجميع الدول التي تحدّثنا معها وعدتنا خيرًا، لكن بشرط أن تبسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها”.
وشدد على أن “الطريق الذي سلكته الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيدها يُعطينا احتمالًا كبيرًا بوقف العدوان الإسرائيلي علينا. صحيح أن هذا الاحتمال ليس بنسبة مئة في المئة، لكنّه أضمن بكثير من بقاء السلاح بيد حزب الله كما هو الحال اليوم”.
وأردف: “رئيسا الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام طلبا أكثر من مرّة ضمانات للبنان من المبعوث الأميركي توم براك، لكنه قدّم أقصى ما يمكن تقديمه”.
وقال: “الرئيس نواف سلام “وقت الخطر قوات”، ولولا رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية لما مرّ هذا القرار في الحكومة”.
كما إعتبر، أن “مسؤولي حزب الله تصرّفوا هذه المرّة بالحد الأدنى من المسؤولية، إذ أقرّوا في كل تصريحاتهم بأنهم لن يلجأوا، بعد قرار الحكومة، إلى الحلول العسكرية أو الأمنية، ولن يصطدموا مع الجيش، وهذا أمر جيّد جدًا”، مشيرًا إلى أن “رئيس الجمهورية انتظر حزب الله سبعة أشهر على الأقل للدخول في حوار معهم بشأن السلاح، لكنه اكتشف أن هذا الأمر لن يؤدّي إلى نتيجة ملموسة”.
ورأى رئيس “القوات”، أنه “يكفي أن تتوقف الدولة اللبنانية عن إعطاء خدمات وامتيازات لحزب الله، من بطاقات تسهيل مرور إلى غيرها، حتى نبدأ فعليًا بتطبيق قرار الدولة اللبنانية بحصر السلاح”.
وأشار إلى أننا “مستعدون للجلوس مع حزب الله بمجرد إعلانه المضي بقرار الحكومة لتسليم سلاحه، فخلافنا معه على السلاح، وبعد تسليم السلاح يتحول الأمر إلى التنافس السياسي الطبيعي”.
وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال جعجع: “مش متقاتلين ولا متحالفين مع الرئيس بري ومنشتغل عالقطعة”.
وأضاف: “طوال السنوات الماضية، أثبتت الأجهزة الأمنية اللبنانية قدرتها وفعاليتها في حفظ الأمن وكشف كل الخلايا الإرهابية وغيرها. هذه الأجهزة تعمل لضبط كل الناس إلا حزب الله، والآن عليها أن تبدأ بالعمل على حزب الله”.
وتابع: “هناك اتجاه عام في المنطقة لحصر السلاح بيد الدولة، من حزب العمال الكردستاني إلى حزب الله، والحزب يدرك أن مسألة السلاح قد انتهت، لكنه يحاول الآن الحصول على مكاسب معينة من الدولة”.
وأكد جعجع، أن “المجموعة الشيعية في لبنان ليست مجموعة طارئة على الساحة اللبنانية، بل هي من مؤسسي لبنان، وهذا أمر لا نقاش فيه. وعلى هذه المجموعة اليوم أن تستمع لهواجس باقي المجموعات اللبنانية، وأقول لهم إن الضامن هو الدولة فقط لا غير”.
وعن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، قال ساخرًا: “الله يباركلن ببعضن”.
وأردف: “نتمنى أن يتخذ حزب الله القرار المناسب خلال يومين وما بقى يتأثر بالحرس الثوري الايراني وسيجد أصدقاء له في الداخل”.
وعلّق جعجع على تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال فيه: “لا نريد تسليم السلاح لأنه انتحار ونحن لا نريد الانتحار”، قائلًا: “سلاحك الأساسي يا حاج هو الدولة ونريد وقف الانتحار الذي بدأتم به”.
وفي الشق الإنتخابي، كشف رئيس حزب “القوات”، عن أن “تعطيل الانتخابات النيابية غير وارد”.
وختم: “نحن لسنا ضد الشيعة في لبنان، فقد اشتقنا لجبل عامل، وبالنسبة لنا هذه المنطقة أساسية في تركيبة لبنان، ونحن نقف جنبًا إلى جنب لبناء وطننا”.