أورتاغوس في بيروت: أنظروا حولكم “الشرع” سيصل إلى البيت الأبيض

أورتاغوس في بيروت: أنظروا حولكم “الشرع” سيصل إلى البيت الأبيض
أورتاغوس في بيروت: أنظروا حولكم “الشرع” سيصل إلى البيت الأبيض

كتبت جويس عقيقي في “نداء الوطن”:

غيّرت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عادتها هذه المرة في بيروت، لا “فيديو” ولا تصريح!

صورتان فوتوغرافيتان مع رئيس الجمهورية، ثلاث صور مع رئيس الحكومة، صورتان مع وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد ولا صورة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري! علمًا أن الصور التقطها فريق عمل المسؤولين الذين التقتهم وليس كاميرات مصوري الوسائل الإعلامية.

تغييرٌ كبير في الشكل فُهم أنه رسالة حسم إلى المسؤولين اللبنانيين.

في “عين التينة” غيّرت أورتاغوس أيضًا عادتها، فعقدت أول لقاء سياسي لـها في بيروت، مع بري الساعة التاسعة والنصف من صباح الثلثاء.

ولكن لماذا غيّرت أورتاغوس عادتها؟

أولًا، لأنها كانت تتحاشى عدسات الكاميرات والصحافيين عند مدخل “عين التينة” وثانيًا لارتباط بري بالجلسة التشريعية المحددة الساعة 11، فكان اللقاء الصباحي بينهما.

خلال اللقاء علمت “نداء الوطن” أن أورتاغوس طرحت على الرئيس بري خيارين:

– الخيار الأول: التفاوض المباشر مع إسرائيل.

– الخيار الثاني: التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، عبر تفعيل عمل لجنة “الميكانيزم” وتوسيعها لتضم مدنيين.

ويبدو أن الخيار الثاني هو المخرج – الحل الذي يُعمل عليه ويبدو أيضًا أن بري لا يعارضه!

أورتاغوس نقلت لبري كلامًا سمعته من رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” في “تل أبيب” عن تهريب أسلحة من سوريا إلى “حزب الله” عبر الحدود اللبنانية – السورية ما يمكّن “حزب الله” من إعادة بناء قدراته، لكن اللافت أن أورتاغوس لم تتبنَ الرواية الإسرائيلية وقالت لبري إن الإدارة الأميركية لم تتأكد من هذا الموضوع بعد، لكنها ستفعل وإذا ثبت أنه صحيح فهذا أمر خطر ومقلق!

وفي وقتٍ انتشرت معلومات صحافية عن أن أورتاغوس نقلت لبري تصعيدًا وتهديداتٍ أمنيةً وتحدثت عن حتمية الحرب، أكدت مصادر “عين التينة” لـ “نداء الوطن” أن هذا الكلام غير صحيح!

“توسيع عمل لجنة الميكانيزم”، عنوان تحدثت به أيضًا أورتاغوس مع رئيس الجمهورية في بعبدا مشيرةً إلى ضم مدنيين إلى اللجنة فوافقها الرئيس عون الرأي الذي تحدث هو أيضًا عن ضرورة تفعيل عمل اللجنة مؤكدًا ضرورة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وضرورة تطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية.

هذا وأبدت أورتاغوس أمام “عون” جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته وقالت لـ “عون”: “طالما أنا أعمل على الملف سأقوم بكل ما في وسعي لمنع الحرب على لبنان” لكنها استطردت قائلةً: “الجانب الإسرائيلي متوتر ويضع على الطاولة أيضًا خيار التصعيد، لذلك فإن الحل الآن هو بالتفاوض والحوار!

وعلمت “نداء الوطن” أن الرئيس عون كان مرتاحًا للقائه أورتاغوس التي أبلغته أنها ستحمل اقتراحات لبنان معها إلى أميركا وإسرائيل لتعود بالرد المناسب عليها في ما بعد.

وبحسب المعلومات أيضًا، فإن أورتاغوس لم تطرح أمام عون أي مهلٍ زمنية جديدة بل تحدثت عن المهل المحددة أصلًا في خطة الجيش وأكدت أن الخطة جيدة ويجب المضي بها.

في السراي الحكومي لم تكن الأجواء مختلفة، هنا تحدثت أورتاغوس مطولًا عن لجنة “الميكانيزم” وعن طرح لبنان توسيعها لتضم مدنيين، واستطردت أورتاغوس لتتحدث عن ضم مدنيين بمراكز عالية إلى اللجنة، كمثل وزراء أو مسؤولين في الدولتين.

لكن اللافت أن أورتاغوس لم تتحدث أبدًا عن الموقف الإسرائيلي من هذه الطروحات ومن شكل التفاوض ولم تحدد ما تسير به إسرائيل وما لا تسير به، في وقتٍ أكدت مصادر أميركية معنية بالتفاوض لـ “نداء الوطن” أن أورتاغوس لم تفاتح إسرائيل بعد بموضوع توسيع لجنة “الميكانيزم” ولم تسألها بعد ما إذا كانت تقبل بذلك أم لا!

وأبلغت أورتاغوس سلام أن السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى سيحضر قريبًا إلى بيروت وسيتسلّم الملف “لكنني سأبقى على تماس مباشر معه ومعكم” كما قالت.

وقالت أورتاغوس لسلام: “أنظروا إلى المنطقة من حولكم، أنظروا إلى اتفاق غزة وما حصل من تفاوض مع حماس” في غمز منها إلى ضرورة الذهاب إلى ما يشبه اتفاق غزة.

سلام، من ناحيته، شدد أمام ضيفته على ضرورة تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، ولا سيّما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة.

وأشار إلى أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عبر عقد مؤتمر دولي لهذه الغاية.

وللمرة الأولى طلبت أورتاغوس لقاء وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد وذلك لتطلع منها على ما تقوم به الوزارة من مساعدات اجتماعية للعائلات الجنوبية والتشبيك مع الجنوبيين عبر إشراكهم بوظائف.

وقد أثنت أورتاغوس على عمل الوزارة مؤكدة أن ما يحصل هو مؤشر على بسط سلطة الدولة اللبنانية في الجنوب وبداية ارتباط الجنوبيين بالدولة بدلًا من “حزب الله”.

وأبدت أمام السيد استعدادها للمساعدة ودعم الوزارة في عملها طالما أنه يثبّت وجود الدولة وشرعيتها.

كذلك قالت أورتاغوس للسيد إنها التقت نتنياهو وهو يعتقد أن “حزب الله” يقوم بإعادة تموضع وإعادة بناء نفسه وقدراته من جديد ومن هذا الباب دخلت “أورتاغوس” لتتحدث عن مخاوف وقلق من أن تكون هذه المعلومات صحيحة لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي وأضافت أورتاغوس: “أنظروا إلى ما يحصل في المنطقة، الشرع سيصل إلى البيت الأبيض، إن لم تدخلوا القطار الدولي سينساكم الناس وستصبحون خارج الخريطة الدولية والعالمية!”.

أورتاغوس التي أبدت أمام السيد تفهمها لحساسية التركيبة اللبنانية والوضع في لبنان لخصت كلامها بالقول:

“Go, join the deal and be part of it before it’s too late”.

علماً أن أورتاغوس ستشارك اليوم في اجتماع لجنة “الميكانيزم” قبل مغادرتها بيروت… هي التي أبلغت المسؤولين أنها ستعود إلى بيروت حاملةً الردود والمقترحات علمًا أنها تعلم أنه من المبكر الحديث عن نتائج مباحثاتها في بيروت قبل التوجه بها إلى الإدارة الأميركية والسلطات الإسرائيلية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بعد رسالة البرلمان الحكومة أمام الامتحان
التالى معركة إنصاف الاغتراب مستمرة: هل تقول الحكومة لبرّي Game Over ؟