كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
بدأ جون هيرلي، وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، الجمعة، جولة تشمل عددًا من دول الشرق الأوسط وأوروبا، في إطار جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتكثيف الضغوط على إيران، وفق بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية.
وتشمل جولة هيرلي، وهو أكبر مسؤول عن العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية، إسرائيل والإمارات وتركيا ولبنان.
وأشار البيان إلى أن الرئيس ترامب أعاد بعد توليه ولايته الثانية إطلاق حملة “أقصى الضغوط” على إيران، والتي تتضمن منع طهران من تطوير سلاح نووي. وقال هيرلي قبل اولى جولاته في المنطقة منذ توليه منصبه، في البيان “لقد أوضح الرئيس ترامب أن أنشطة إيران الإرهابية والمزعزعة للاستقرار يجب أن تُواجه بضغوط متواصلة ومنسّقة”. وأضاف: أتطلع إلى الاجتماع مع شركائنا لتنسيق الجهود الرامية إلى حرمان طهران ووكلائها من الوصول إلى الموارد المالية التي يعتمدون عليها للتهرب من العقوبات الدولية وتمويل العنف وتقويض الاستقرار في المنطقة.
وبحسب البيان، سيبحث هيرلي خلال زيارته إلى إسرائيل سبل تعزيز حملة “أقصى الضغوط” ضد إيران، خصوصًا ضد وكلائها في المنطقة.
فيما الضغوط السياسية الأميركية على لبنان لخنق حزب الله عسكريا، بلغت في الايام الماضية حدودها القصوى، وهي آخذة في الارتفاع، وبينما التهديدات الإسرائيلية باستئناف الحرب، لتدمير ترسانة الحزب، بلغت ايضا اوجها في الساعات الماضية، تأتي جولة هيرلي الإقليمية والتي تشمل لبنان، لتصب في الخانة نفسها، خانة مضاعفة الضغوط على لبنان لتضييق الطوق حول عنق الحزب اقتصاديا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.
فوفق المصادر، ستستخدم الادارة الأميركية كل الادوات للقضاء على ايران واذرعها في الشرق الاوسط، لانها المعرقل الأكبر لمشروع السلام الذي تريد ارساءه فيه. و”الضغوط القصوى” لا تعني الضغط العسكري فقط بل ايضا المالي والسياسي… من هنا، فان هيرلي آت الى تل ابيب ليطمئنها الى ان بلاده تبذل كل الجهود للقضاء على تهديد ايران وفصائلها، كما انه سيحط في لبنان ليطالبه بمضاعفة الاجراءات لتجفيف منابع تمويل الحزب. فطُرق امداده بالاموال من المطار او الحدود البرية او عبر شركات التحويل، يجب ان تقطع. لبنان بدأ بهذه الإجراءات، وهيرلي سيشيد بها، لكن عليه باستكمالها وبمضاعفتها.
والحال، وفق المصادر، ان الأميركيين يريدون الوصول الى تصفية القرض الحسن وكل المؤسسات الاجتماعية الطابع التابعة للحزب لأنها في رأيهم واجهة لتبييض الاموال لصالحه. اي ان الأميركيين يطلبون من الدولة ما “تخاف” او يخاف البعض فيها، من فِعله. وتقول المصادر ان هيرلي سيحذر من ان التباطؤ او عدم التعاون قد يجر عقوبات على لبنان.
البلاد اذا ذاهبة الى مرحلة ضغوط شديدة لن تنتهي الا بانتهاء حزب الله العسكري، تختم المصادر.




