تعود مشكلة الهواء الملوث الناتج عن انبعاثات حريق الوقود الثقيل أو الheavy fuel إلى الواجهة من جديد بعدما أطلق سكان منطقة ذوق مكايل وجوارها الصرخة حيال عمل معمل الزوق الحراري لإنتاج ساعة تغذية كهربائية أو أكثر.
منذ فترة ، كان التوجه يقضي بوقف العمل في معملي الجية والزوق الحراريين،لكن أي قرار في هذا الصدد لم يدخل حيز التنفيذ .
في هذا الاطار يقول وزير البيئة ناصر ياسين ل" لبنان 24" ان وزارة البيئة حددت ما يعرف ب القيم الحدّية للأنبعاثات emission limited values المتعلقة بالملوثات الهوائية الناتجة عن المصادر الثابتة كالصناعات ومعامل إنتاج الطاقة وغيرها ، أي أن هناك ضرورة لتقرير القيم الحدّية الواجب احترامها بالإضافة إلى كيفية قياس الانبعاثات الهوائية واحتساب كمياتها وتقييم مدى مطابقتها للمعايير المفروضة بالإضافة إلى كيفية اجراء المراقبة الدورية للأنبعاثات"، داعيا "المعامل إلى الالتزام بذلك" .
ويشدد على انه "لا يجوز نقل المشكلة من مكان إلى آخر، إذ لا يمكن مقايضة ساعات قليلة من الكهرباء بضرر صحي وبيئي على الناس"، مذكرا بأنه" سبق ووجه مراسلة من أجل البدء بتحديث معدات معامل إنتاج الطاقة والالتزام بالقيم الجديدة".
ودعا الوزير ياسين إلى تطبيق القرار 16/1 وعدم مخالفته وقال" ان تكلفة الفاتورة الصحية الناجمة عن تلوث الهواء تقدر بمليار دولار"،معلنا "أن الوزارة تتصدى لأي خلل يمس بالبيئة وصحة الناس"وانه "يتابع هذا الملف بعد أن وضعت الوزارة خطة شاملة تضم، من بين أولوياتها، تحديد كافة القيم الحدّية والحدود القصوى للانبعاثات".
وكانت سلسلة تقارير دولية صدرت، وتشير الى ان 9 من أصل 10 أشخاص يستنشقون هواء ملوثا ناتجا عن انبعاثات حريق ما يعرف بال heavy fuel هو عامل خطورة بالغ الأهمية للأصابة بالأمراض غير السارية وهو يتسبب في أكثر من ربع الوفيات من البالغين بنسب تبلغ 45 % من مرض الانسداد الرئوي المزمن و30 % من سرطان الرئة و28 % من أمراض القلب و25 % من السكتة الدماغية ، كما يتسبب تلوث الهواء أيضا في 52% من الوفيات الناجمة عن الأمراص السارية مثل التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحادة.
وهكذا يبدو واضحا أن مسألة انتاج الكهرباء وتشغيل المصانع من خلال استخدام الوقود الثقيل وفق ما يقترح البعض في عدة مناطق له محاذيره الصحية والبيئية .
أخبار متعلقة :