حدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للبنانيين ثلاثة خيارات لا رابع لها في الانتخابات النيابية، إذ أنه أمامهم أن يكون مع القوات اللبنانية وحلفائها، أو مع التيار الوطني الحرّ وحزب الله، أو مع المستقلّين. قد يكون جعجع اتّخذ خطوة جريئة هذه المرة بعدم تخوين جبهات انتفاضة 17 تشرين ووضعها في إطار العقبات التي تعرقل مسيرة القوات اللبنانية في المعارضة بهدف الإطاحة بالسلطة السياسية. لا نعرف إن كان تغيريدة جعجع الأخيرة قد كتبها عن وعي أو من دونه لأنّ فيها اعترافاً ضمنياً بمكوّنات الانتافضة وما تمثّله على المستوى السياسي، لكن طبعاً يأتي وصف هذه المكوّنات بالمستقلّين انتقاصاً من خطابها السياسي على اعتبار مستقلاً مائعاً غير قادر على المواجهة.
ولا بد من التنويه أيضاً أنّ الدكتور سمير جعجع اعترف بأنّ للقوات اللبنانية حلفاء، وهم الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف وعاليه، واللواء أشرف ريفي في طرابلس. أي السلطة بعينها، حتى لو حيّدنا ريفي الذي بنى كل سيرته السياسية في السلطة، الأمنية حيناً والوزارية في حين آخر. وبات معلوماً على القوات اللبنانية أنّ الناس والجمهور عموماً لا يراها بشكل متمايز أو مختلف عن سائر أحزاب الحكم ومنظومته. فكان الأصحّ، أن يقول جعجع إنّه في الانتخابات ثمة خياران، السلطة أو انتفاضة 17 تشرين، لكن بالطبع تصنيفاً مماثلاً لن يصدره جعجع في موسم انتخابي.
وبينما كان الدكتور سمير جعجع يحدّد الخيارات المطروحة أمام اللبنانيين في الانتخابات، كانت النائبة ستريدا جعجع تستفحل في الدفاع عن فقر الناس وعوزها في ظلّ الغلاء الفاحش وتدنّي قيمة الرواتب. فلا يخطر على بال من يسمع كلامها خلال لقاء مع الهيئة الإدارية لمؤسسة جبل الأرز، سوى صورها الفوتوغرافية في فساتينها التي يمكن تقريشها بعشرات آلاف الدولارات، أو حتى حليّها الذهبية واللآلئ المتدلية في مناسبات اجتماعية مختلفة. ولا تشقط طبعاً صور كراتين الإعاشات التي تم توزيعها في قضاء بشري خلال العامين الماضيين على الأهالي في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي اقتنصتها أحزاب السلطة لذلّ اللبنانيين مجدداً ومحاولة شراء أصواتهم وآرائهم.
في هذه الأثناء، كان مرشّح حزب القوات اللبنانية في المتن الوزير السابق ملحم يرشي ينثر الشعر عن القوات. القواتيون "هم أرضك، هم عرضك، صوتك حدّهم هم حدك، صوتك معهم صوتك عنهم صرخة وفاء بزمن قلة الوفا، صرخة وفاء بزمن قلة الوفاء، لما بتحزّ الحزّات أرضك بتصرّخ قوات". أرض لبنان، لا تزال إلى الآن تئن من وجع التسوية السياسية التي أبرمتها القوات اللبنانية وعلى رأسها الدكتور سمير جعجع، لانتخاب حليف حزب الله الأول الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية.
إن وضع القواتيون آذانهم على أرض معراب، بإمكانهم سماع أئنينها تحت أقدامهم، فمن هناك تمّت مبايعة مرشّح حزب الله لرئاسة الجمهورية.
أخبار متعلقة :