كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
مساء الجمعة الماضي، سلّمت حركة حماس، ردّها على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الحرب على غزة للوسطاء. وقالت في بيان إنها “تقدّر الجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأميركي الداعية إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً ورفض احتلال القطاع ورفض تهجير الفلسطينيين منه”. واعلنت موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات. وجددت الحركة موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادا للدعم العربي والإسلامي.
على الاثر، أبدت فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت، تأييدها للرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الأميركي، واصفة إياه بأنه “موقف وطني مسؤول” اتُّخذ “بعد مشاورات معمقة مع فصائل المقاومة”. ايضا، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن رد حركة حماس على خطة ترامب هو تعبير عن موقف “قوى المقاومة” الفلسطينية.
وفي المفاوضات التي اعقبت هذه الموافقة وحصلت في شرم الشيخ، تم التوقيع على خطة ترامب وصادق عليها الإسرائيليون وحماس، وستسلك طريقها الى التنفيذ العملي في الساعات المقبلة.
تسرد مصادر نيابية سيادية هذه الوقائع، لتقول عبر “المركزية” ان حماس نفسها، التي اطلقت طوفان الاقصى وتعرّضت مباشرة للقتل والدمار والتهجير على يد تل ابيب، توصلت الى اتفاق مع إسرائيل، وضعته الولايات المتحدة، اي “الشيطان الاكبر”، والحركة لم تكتف بالترحيب بخطة واشنطن والموافقة عليها، بل شكرت ترامب وثمنت جهوده لوقف الحرب.
في مقابل هذا الخطاب المرن، الذي سيتبعه خروجٌ من الحكم في غزة وايضا خروجٌ عسكري من القطاع، وصولا الى تسليم السلاح، نرى في لبنان، حزب الله يتشدد ويرفع السقوف ويتمسك بالسلاح. فهل يزايد على حماس؟ هل هو احرص على حقوق الفلسطينيين من حماس نفسها، وقد قررت الاخيرة وقفَ الحرب حقناً للدماء، لانها فهمت ان لا جدوى او توازنا في الحرب مع إسرائيل؟ ربما سلاح الحزب لم يعد دوره تحرير القدس بل ردع إسرائيل وتحرير الجنوب. حسنا، تتابع المصادر. حماس أوقفت القتال ووافقت على بعض الضمانات التي حصلت عليها من الدول العربية وواشنطن تقول بان إسرائيل ستنسحب من غزة وستوقف الحرب على الفلسطينيين، اذا طبقت حماس الاتفاق. فلماذا لا يفعل الحزب الامر نفسه في لبنان؟
لماذا يرفض تسليم السلاح على أن يعقب هذا التسليم انسحاب إسرائيل من الجنوب، وهو ما يطالب به الاميركيون لبنان؟ هل لتل ابيب اطماع في لبنان، اكثر من غزة مثلا؟! للتذكير، تتابع المصادر، نحن نتحدث هنا عن حماس والفصائل المؤيدة لها، اي انها كلها جزء من محور الممانعة، شأنها شأن الحزب، وقد وافقت على هذا المسار. فلماذا ما يسري عليها وما ترتضيه هي، لنفسها، حقنا لدماء الفلسطينيين، مرفوضٌ في لبنان، ويشن الحزبُ حملة شعواء ضده؟ وهل اتفاق حماس مع إسرائيل وترامب، حماية للفلسطينيين، حلال، بينما اتفاق مع اميركا يحمي اللبنانيين ويحرر أرضهم، حرام؟
نريد اجوبة من حزب الله، تقول المصادر قبل ان تسأل: هل يفعل الحزب ما فعلته حماس سريعاً ومن تلقاء نفسه، ام يفضّل ان يمنحه ترامب ٧٢ ساعة وإلا، كي يتصرف؟!
أخبار متعلقة :