كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري سهامه مباشرة الى الحكومة التي يشارك فيها ويمسك بوزارة مالها، والى رئيسها نواف سلام بصورة غير مباشرة، منتقدا تعاطيها مع ملف اعادة اعمار الجنوب. فقد سأل الرئيس بري: هل يعقل ألا تقول الحكومة اللبنانية لأبناء القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلا وحولا ويارين ومروحين والضهيرة وميس الجبل وبليدا والخيام ويارون ومارون الراس وكل قرى الشريط المدمرة، هؤلاء الذين عادوا لزراعة حقولهم وافترشوا منازلهم المدمرة ألا تقول لهؤلاء “مرحبا”؟ للأسف وكأن الجنوب ليس من لبنان! المطلوب من الحكومة بكل وزاراتها أن تكون حاضرة أقله بالحد الأدنى، كي لا يشعر أبناء الجنوب العائدين بأن الجنوب ليس جزءاً من لبنان.
الرد لم يتأخر، فقد استغرب سلام تصريح بري، وقال إن “أول عمل قمت به مع عدد من زملائي الوزراء، وقبل مضي 48 ساعة على نيل حكومتنا الثقة، هو القيام بزيارة ميدانية إلى صور والخيام والنبطية، للوقوف على حال أهلنا والاستماع إليهم، مؤكدا “إعادة الإعمار ليست وعدًا مني بل عهدًا”.
ما فعله بري يشبه تماما ما يفعله حزب الله منذ أشهر، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، حيث ان الحزب لا ينفك يصوّب على “عدم تحمل الحكومة مسؤوليتها في اعادة الاعمار” وعلى “تقصيرها تجاه ناسها”.
لكن بغض النظر عما قاله رئيس الحكومة الذي شرح بعضا مما قامت به حكومته لمساعدة الجنوبيين، فإن المصادر تعتبر ان على الدولة اللبنانية الا تشعر بالإحراج والا تتأثر بحملات حزب الله وامل، ضدها. وعليها، ان ترد التهمَ الى الثنائي بلا خجل: الحزب فتح حرب الاسناد وتسبب بتدمير الجنوب وتهجير ناسه، وذلك من دون ان يستشير الدولة، وعليه اذا اليوم ان “ينظّف” فِعلته. فالدولة لا تعمل لدى الحزب وليس دورها ان ترفع الاضرار وتبني بعد أن يهدم. هي ليست “بروكر” عند الحزب. مَن يريد ان يفتح حربا، تتابع المصادر، عليه ان يكون جاهزا لتكاليفها ولتسديدها، وإن لم يكن الحزب كذلك، فهذه مشكلته. واذا كانت ايران وعدته بالاموال وخذلته، فهذه ايضا مشكلته.
يقول الممانعون إن “الحكومة الجديدة هي من طلبت ان يكون القرار لها وان يثق اللبنانيون بها، ولذلك، ننتظر منها الاعمار”. هذا صحيح، ترد المصادر، لكنها طلبت ايضا حصرَ السلاح بيدها وتجاوبَ حزب الله مع هذا المسار كي يأتي الدعمُ الدولي وتتمكّن من اعادة الاعمار. فاذا تعاون الحزب وأتى الدعم ولم تتول الحكومة الاعمار، يمكن للحزب وحركة أمل عندها، محاسبتها. أما قبل التجاوب، فلا يمكنهما محاسبتها. والى ذلك الحين، فلينفّذ حزب الله شعار “نحمي ونبني”، وليَلُم ايران على تقصيرها، لا الحكومة التي “كان الحزب يعلم” ان خزائنها فارغة، وورّطها في حرب، تختم المصادر.
أخبار متعلقة :