موقع دعم الإخباري

شحّ كبير في الزيت والزيتون هذا العام

كتب روجيه نهرا في نداء الوطن:

موسم زيت الزيتون في قرى منطقة مرجعيون لهذا العام سيّئ للغاية. هذا لسان حال أهالي المناطق الجنوبية ولا سيّما أبناء قرى الحافة الأمامية التي تعرّضت لتدمير ممنهج خلال الحرب المنصرمة. ففي السنة الماضية، لم يستطع أبناء القرى والبلدات الوصول إلى أراضيهم وقطاف مواسم الزيتون وغيرها بسبب الخوف من أن تستهدفهم إسرائيل، ومن استطاع الوصول، لم يتمكّن من جني سوى القليل من الإنتاج. وفي هذا العام، وبينما أمل الناس خيرًا بوقف الحرب والعودة إلى الأرض من جديد، إذا بهم يندهشون من شحّ موسم الزيت والزيتون، علمًا أن السواد الأعظم من الناس في القرى الحدودية، يعتمد في معيشته على إنتاج الزيت والزيتون والذي من فوائده تنشيط الدورة الاقتصادية.

“نداء الوطن” قامت بجولة في منطقة مرجعيون، وتفقدت أوضاع مزارعي الزيتون، واستمعت إلى متطلّباتهم وصرخاتهم وحاجاتهم. الحاجات كثيرة والمطلوب دعم من الدولة والعمل بجدّية لتعويض الأهالي من جرّاء الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، وما زالت بعد توقف الحرب في السابع والعشرين من تشرين الثاني العام 2024.

موسم الزيتون والزيت ضعيف للغاية هذه السنة لعدّة أسباب، منها: “عدم القدرة على الاهتمام بأشجار الزيتون العام المنصرم من جرّاء الحرب. واليوم، لم نتمكّن من الوصول إلى الأراضي الزراعية بسبب وجود العدو الإسرائيلي”،  هذا ما قالته السيدة مريم الحوراني من بلدة ديرميماس، وتضيف: “ناهيك بالأضرار التي لحقت بالأشجار من جرّاء الحرائق وسياسة القلع التي انتهجها العدو بحيث خسر المزارعون أكثر من خمسة آلاف شجرة منها معمر ومتوسط وصغير خلال اجتياحه القرى الأمامية”.

وتابعت: “الطلب على الزيت مرتفع، لكن الموسم قليل ولا قدرة لنا على تلبية حاجاتنا من الزيت والزيتون، وكذلك تلبية حاجة السوق المحلية والخارجية”. وقالت : “إن على وزارة الزراعة الالتفاف إلى حاجة المزارعين إلى المواد الأساسية لمعالجة هذا النقص، فالحاجة كبيرة إلى الشوادر، والآلات الكهربائية الحديثة لفرط الزيتون والتي تساعد المزارع وتخفف عنه الأعباء المادية، بالإضافة إلى حاجاتنا إلى السماد العضوي الذي يساعد على نموّ الأشجار ويحسّن إنتاجها”. وأشارت إلى “أن فتح المعاصر هذه السنة هو مجرّد عمل إنساني وهو فقط لمساعدة الناس على عصر إنتاجهم، لأن كلفة تشغيل وصيانة المعاصر مرتفعة جدًا”.

“نحن بأمسّ الحاجة إلى تعويضات من قبل وزارة الزراعة”،  هذا ما طالبت به السيدة أميرة منصور، وقالت: “في السنة المنصرمة لم نستطع الوصول إلى أرضنا بسبب الأوضاع الأمنية التي مررنا بها. والآن، الموسم سيّئ والطلب كبير على الزيت”، ودعت الدولة إلى “مساعدة أبناء الجنوب المتروكين، ولا أحد يتطلع إلى حالهم وأوضاعهم، وإن الأغلبية الساحقة من أبناء المناطق الجنوبية تعيش من هذا الموسم وتنتظره من سنة إلى سنة، ويشكّل ركيزة أساسية لنا في الظروف كافة، لذلك نقول إن على المعنيين العمل للتعويض على العاملين في زراعة الزيتون وغيرها من المزروعات التي تساعدنا على العيش بكرامة والصمود في أرضنا”.

المزارع ميلاد طوبيا قال :”لم يستطع الأهالي العام الفائت الوصول إلى بساتين الزيتون بسبب الحرب ما انعكس سلبًا على الموسم هذا العام، ونحن نعاني في منطقتنا من نقص في الآلات الزراعية الحديثة لقطاف الزيتون،  إضافة إلى الحاجة لأساليب ري ومعالجة الأشجار من أجل الحصول على محاصيل أفضل”.

أخبار متعلقة :