موقع دعم الإخباري

“الميكانيزم” تجتمع على وقع اتفاق غزة: الموقف الأميركي أساسي

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

يسجّل الشرق الأوسط أحداثًا تاريخية إذا استمرّ مسار غزة. نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كتابة بداية نهاية الحرب. ويبقى لبنان معلقًا على حبال الانتظار بعد كل الذي حصل.

كان العام 1993 مفصليًا في تاريخ المنطقة. وقع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين اتفاق أوسلو للسلام، لتبدأ بعده مرحلة جديدة في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي. وقضى اغتيال رابين على الأمل بالسلام واستكمال المسار. انتعش لبنان حينها وظنّ أن القطار سيمرّ به وستُحلّ مشاكله بعد خروجه من الحرب، لكن كل الآمال تبدّدت وانهارت الأحلام بعد فشل السلام.

يقف لبنان اليوم على درج الانتظار. حركة “حماس” التي ساندها “حزب الله” تسير بمركب السلام وتقرّر تسليم سلاحها وتتخلّى عن حكم قطاع غزة، بينما يكابر “حزب الله”، ولا يزال يريد مقارعة الإمبريالية الأميركية والتمسّك بالسلاح وتعطيل مسار بناء الدولة.

وإذا كان العالم بقيادة واشنطن وبمباركة عربية يرعى اتفاق غزة، فيبدو أن النعم التي سيحدثها هذا الاتفاق لن تحلّ على لبنان قريبًا. وأتت غارات المصيلح لتوجّه رسالة قاسية إلى “حزب الله” والبيئة الشيعية والدولة اللبنانية مفادها أن لا إعادة إعمار قبل تسليم السلاح.

ويرغب قسم من السلطة اللبنانية بالإسراع في عملية التسليم لتجنب أي ضربة إسرائيلية محتملة، بينما هناك قسم آخر يعتبر التذاكي على أميركا والمجتمع الدولي لعبة سهلة، متجاهلًا كل تطورات المنطقة. وإذا كان قائد الجيش العماد رودولف هيكل قد شرح المهمات التي يقوم بها الجيش والعمليات من أجل حصر السلاح، فاجتماع الميكانيزم يشكّل محطّة أساسية لبحث كل الأمور التي تحوط بوضع الجنوب والأمن في البلاد.

لو حصل اجتماع اللجنة سابقًا لكان اجتماعًا عاديًا، لكن التطورات التي تحصل تكسبه أهمية كبرى. ويتمثل العامل الأول بحصول الاجتماع بعد المباشرة بتنفيذ اتفاق غزة، وبالتالي سينتقل الاهتمام بعد أيام إلى ملفات أخرى غير حرب القطاع.

ويكتسب الواقع الأمني الجديد الذي سينشأ اهتمامًا بالغًا. الجيش الإسرائيلي يبدو أكثر ارتياحًا، والضغط من جهة غزة سيخفّ، بينما ستواجه الساحة الجنوبية واللبنانية تحديات أمنية جديدة إذا استمرّ “حزب الله” في عناده.

وينعقد اجتماع الميكانيزم بعد غارات المصيلح. وتعطي هذه الغارات رسالة قوية إلى الدولة اللبنانية من جهة، وإلى “حزب الله” والرئيس نبيه برّي من جهة ثانية، فلا لعب مع تل أبيب، وهذه الدولة لا تردّ على أحد، وبالتالي الوضع سيتجه نحو الخطورة.

يحضر الطرف اللبناني ملفاته جيدًا. وسيتمّ التركيز حسب المعلومات على الخروقات الإسرائيلية أولًا، فما حصل في المصيلح مرشح للتكرار في أي منطقة أخرى، وأنشطة إسرائيل العسكرية لم تتوقف وبلا رادع. وسينتقل الحديث إلى عدم التجاوب الإسرائيلي والعرقلة، فاستمرارها باحتلال التلال الحدودية وعدم تسليم الأسرى والخروقات المستمرّة، أسباب تؤخر نشاط الجيش اللبناني في الجنوب.

وإذا كان لبنان قد حضر النقاط التي سيتحدّث عنها معززةً بما قام به الجيش في الفترة الماضية، إلا أنّ هناك سؤالًا أساسيًا يطرح وهو هل ستحضر الموفدة الأميركة مورغان أورتاغوس الاجتماع.

وتشير المعلومات إلى أن لبنان لم يتبلّغ بجدول زيارة أورتاغوس، وهناك تحليل في الساعات الماضية يقول إذا تمّت الزيارة فستقتصر على الشق العسكري – التقني مثلما حصل في المرّة الأخيرة، إلا إذا حصل أي طارئ يقضي بتوسيع جدول زيارتها. وسادت أجواء في الساعات الماضية تشير إلى أن غيابها عن الاجتماع سيكون بمثابة رسالة كبيرة للدولة اللبنانية، ما قد تعني التراجع الأميركي عن الملف اللبناني وترك الأمور تأخذ مجراها، أو تعبيرًا عن استياء أميركي من تراخي السلطة اللبنانية وعدم حزم أمرها والقيام بخطوات جديّة لحصر السلاح، وبالتالي سيكون اجتماع الميكانيزم فرصة لاستكشاف وضعية لبنان بعد اتفاق غزة وكيفية التعامل الأميركي الجديد مع هذا الملف خصوصًا أن ترامب تحدث عن لبنان وأكد ضرورة سحب السلاح وأشاد بالرئيس اللبناني في هذا السياق.

أخبار متعلقة :