موقع دعم الإخباري

“الحزب” بين الريبة والانتظار في العلاقة مع سوريا الجديدة

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

لم يكن وقع تطور العلاقات اللبنانية مع سوريا، بعد زيارة وزير الخارجية السوري الى بيروت غازي الشيباني، وبداية التفاهم على فتح صفحة جديدة بين البلدين، مريحاً على حزب الله، الذي ما يزال تحت صدمة السقوط المذلّ لحليفه نظام الرئيس بشار الاسد، على يد الطاقم الحاكم الجديد في سوريا، وخروج الحزب بالكامل من الاراضي السورية الى لبنان، تاركاً وراءه الغالي والرخيص، من القواعد والمراكز العسكرية ومخازن السلاح الايراني، والمراكز الدينية، وكل الاتباع الذين جندهم منذ دخوله عسكرياً، لمناصرة نظام الاسد ضد الثوار السوريين في العام ٢٠١٢، وحتى الأمس القريب.

التزم الحزب الصمت ازاء انفتاح الدولة على الحكم الجديد في سوريا، وإن كان غير راضٍ ضمنياً عما يحدث، ولكنه لاول مرة يقف خارج هذه العلاقة منذ اكثر من ثلاثة عقود على الاقل وليس في مقدمة داعميها، ولكنه لا يستطيع الاعتراض او منع اقامة الدولة اللبنانية، علاقات سليمة مع الطاقم الحاكم الجديد في سوريا، لتشابك المشاكل والمصالح بين البلدين، وبعضها يهم الحزب وبيئته في المناطق الحدودية الشرقية المتداخلة، وحتى بالداخل السوري.

بعد الاعتراف العربي الشامل والداعم للحكام الجدد في سوريا، والتأييد الدولي ولاسيما من الولايات المتحدة الاميركية، ورفع العقوبات المفروضة عليها، وتقديم المساعدات المالية، لدعم السلطة السورية الجديدة، فاجأت روسيا، ايران وحزب الله، بالانفتاح السريع على السلطة السورية، قبل مرور اقل من عام على الانقلاب ضد نظام بشار الاسد، ودعت الرئيس السوري احمد الشرع لزيارة العاصمة الروسية، وفتحت صفحة جديدة في العلاقات والمصالح المشتركة مع سوريا، متجاوزة كل تداعيات ومؤثرات اسقاط نظام حليفها السابق.

اظهرت زيارة الشيباني للبنان، واستثناء اي مسؤول سياسي او حزبي شيعي من لقاءاته الرسمية، استمرار التداعيات السلبية لاسقاط نظام الاسد واخراج ايران وحزب االله من سوريا، على العلاقات بين الطرفين، لاسيما وان النظام الايراني الذي لم يهضم تولي الحكام الجدد لسوريا، وتولى اكثر من مسؤول بارز فيه، وفي مقدمتهم المرشد، توجيه الانتقادت الحادة لهؤلاء الحكام، واتهامهم بالولاء لاميركا والغرب، مايزال على موقفه. ولذلك يبدو بوضوح ان حزب الله، المحبط من الانقلاب في سوريا، لا يستطيع التحوُّل بمفرده، من المتغيرات في سوريا، ومستمر في انتظار ما سيُقدم عليه النظام الايراني، ليتخذ موقفاً مماثلاً.

أخبار متعلقة :