موقع دعم الإخباري

القرى الحدودية تختنق عطشًا… عام بلا مياه ولا حلول تلوح

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

تختنق القرى الحدودية بأزمة مياه حادّة، لم يسبق أن عاشتها قبل الحرب. منذ عام والمياه “مقطوعة”، وحركة صهاريج نقل المياه لا تهدأ، فيما الأهالي يواجهون أزمات معيشية لا تنتهي، يصبح معها شراء المياه “عبئًا ثقيلًا” يتسلّل إلى حياتهم ويرهقها.

تعتمد معظم القرى على مشروع الطيبة، الأكثر شهرة في تزويدها بالمياه، غير أن المشروع متوقف منذ عام بسبب الأضرار التي لحقت به، وعدم خضوعه للصيانة، والكلفة المرتفعة لها التي تفوق إمكانيات أي بلدية.

إلى جانب مشروع الطيبة، تتغذى بعض القرى من محطة الوزاني التي تغطي قرى بنت جبيل والجوار، وهذا المشروع المائي الضخم الذي تضرّر أكثر من مرة، أيضًا معطّل بسبب صعوبة الوصول إليه لإجراء الصيانة.

يضطر أبناء بلدة دير سريان إلى شراء المياه من منطقة وادي الحجير والغندورية، ما يضاعف قيمة الفاتورة مرتين أو ثلاثًا، لتصل معها نقلة صهريج المياه إلى مليوني ليرة لبنانية.

يتحدّث مصطفى كريم عن واقع الأزمة: “نتكبّد عناء شراء المياه، لا مصادر للمياه في البلدة، منذ عام ونحن نشتريها، في وقت فقدنا كل أرزاقنا ومصالحنا، فكيف سنصمد أكثر في ظلّ كل تلك التحدّيات الكبيرة؟”.

ما يقرب من 200 عائلة عادت إلى بلدة دير سريان، تعتمد بمعظمها على الزراعة في حياتها، غير أن الزراعة “معضلة” بسبب شحّ المياه، حتى الأشجار لحقها اليباس وفق ما يقول مختار البلدة علي إبراهيم، الذي يرفع الصوت عاليًا: “دير سريان عطشى، والناس يختنقون من الأزمة”.

 

وحال الطيبة أيضًا

تكفي عبارة إبراهيم “نحن يبسنا مثل الشجر”، لتوثق واقع الأزمة في دير سريان التي لا تختلف كثيرًا عن الطيبة، البلدة التي عاد إليها ما يقرب من 600 عائلة تعتمد على شراء المياه لتوفير احتياجاتها من مياه الاستعمال، والتي تبلغ كلفة النقلة الواحدة للصهريج مليوني ليرة، في حين يحتاج المنزل شهريًا إلى 150 دولارًا كلفة شراء المياه، وهي كلفة مرتفعة مقارنة بالظروف المعيشية التي يواجهونها، يقول رئيس بلدية الطيبة جواد قشمر.

لا يخفي قشمر واقع الأزمة المائية الصعبة التي تعصف بالبلدة، ولا يخفي أيضًا المعاناة التي تواجه العائلات في ظلّ توقف كل دورة الحياة الاقتصادية، حتى الزراعة “معطلة” بسبب غياب المياه، وهي وفق قشمر “عصب الاقتصاد الرئيس للأهالي”.

تتغذى الطيبة كما 54 بلدة من مشروع الطيبة، غير أن تلك التغذية توقفت بفعل الحرب، ومعها توقفت دورة الحياة. غير أن قشمر يقول: “إن هناك بصيص أمل ننتظره، فالصليب الأحمر الدولي يعمل على تركيب مضخة للمياه وكهرباء لها على مجرى نهر الليطاني، ليصار بعدها إلى ضخ المياه نحو مشروع الطيبة خلال فترة أسبوعين”.

وبحسب قشمر: “إذا نجحت هذه العملية ولم نصطدم بأضرار في أنابيب المياه، حينها نحلّ نصف الأزمة، بحيث يصار إلى تجمّع المياه داخل برك المشروع ليتسنى لأصحاب الصهاريج نقلها للمنازل بكلفة أقل، لأن الضخ من المشروع نحو القرى صعب حاليًا”.

وهنا يقول قشمر: “إذا اشتغلت المضخات نؤمّن المياه حتى الشتاء، وبعدها ننتقل نحن إلى عين الضيعة التي رمّمناها لاستعمالها في نقل المياه، إلى حين حفر بئر للبلدة”.

هي الأزمة الأسوأ إذًا، هل تُحلّ أم تبقى رهينة إعادة الإعمار المعلّقة؟

أخبار متعلقة :