حقّق علماء الآثار اكتشافا نادرا للغاية في قلعة “روستافي”، إحدى أقدم التحصينات ذات الأهمية الاستراتيجية في جنوب القوقاز، ما يعكس قيمة الموقع التاريخية والعسكرية عبر العصور.
خلال عمليات التنقيب التي انطلقت في تموز 2025 بمشاركة فريق من متحف تاريخ روستافي، عثر الباحثون على خوذة حديدية مزودة بواقي للوجه ودرع مكوَّن من حلقات معدنية يعودان إلى القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وتعتبر هذه المجموعة القتالية الوحيدة المعروفة من نوعها في جنوب القوقاز، ما يجعل الاكتشاف فريدا للعلوم التاريخية في المنطقة بأكملها.
وقالت نازيبورولا باتشيكاشفيلي، مديرة متحف روستافي ورئيسة بعثة التنقيب: “عثرنا على خوذة حديدية ذات واق للوجه، وبجانبها درع متكون من الحلقات المعدنية المنسوجة من حلقات متصلة ببعضها البعض. إنه اكتشاف غير مسبوق لجورجيا.”
ويشارك في المشروع أكثر من مئة شخص، بينهم علماء آثار وطلاب ومتطوعون.
تاريخ القلعة ودورها الاستراتيجي
تقع قلعة روستافي على الضفة العالية لنهر كورا، على بعد حوالي 25 كيلومترا من العاصمة تبليسي. وتعود المستوطنات الأولى في الموقع إلى العصر البرونزي الأوسط.
ذكرت المصادر التاريخية أن روستافي كانت إحدى المستوطنات الحضرية الرئيسية لمملكة أيبيريا، وبُنيت القلعة لحماية الطرقات الجنوبية الشرقية المؤدية إلى تبليسي.
وقد أعيد بناؤها عدة مرات بين القرون الخامس والثالث عشر.
وتحتفظ الجدران الداخلية ببقايا لوحات جدارية، وهو أمر نادر في قلاع جورجيا، مما يشير إلى أن المجمع كان يؤدي وظائف احتفالية إلى جانب الدفاعية.
تصميم الدروع
تُظهر الخوذة ذات الصفيحة الجبهية القابلة للطي أن صانعي الأسلحة في ذلك الوقت كانوا حرفيين ماهرين اهتموا بكل التفاصيل الدقيقة. ويُعتقد أن تصميمها مستوحى من النماذج البيزنطية والفارسية، حيث تحمي الخوذة وجه المقاتل دون تقييد الرؤية أو التنفس، وهي ميزة مهمة للمحارب المناور في المعركة.




