موقع دعم الإخباري

مخاوف إسرائيلية من اتفاق غزة

تناول تقرير تحليلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، المخاوف الإسرائيلية من أن يصبح الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و”حماس”، نقطة توقف موقت، من شأنه أن يمنح الحركة فرصة لالتقاط أنفاسها، ويمهد الطريق للجولة التالية من الصراع، في حال لم تتسلح تل أبيب بالوسائل المناسبة لتطبيقه.

وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق يمنح تل أبيب “فسحة لالتقاط الأنفاس”، لكن هذه “الفسحة” ليست استراتيجية، في حال لم تأخذ إسرائيل في اعتبارها إمكانية استغلال الحركة الفلسطينية للاتفاق من خلال إعادة بناء أنفاقها وتسلحها مجددا وترتيب شبكات قيادتها.

وتقترح الصحيفة 3 وسائل، تقول إن إسرائيل يمكن أن تسلح بها نفسها:

التحقق الآني

ويشمل ذلك أجهزة استشعار، وطائرات بدون طيار، وفحص متعدد الطبقات للشحنات التي تدخل قطاع غزة، وتبادل المعلومات الاستخبارية برا وبحرا.

إعادة فرض العقوبات تلقائي

تتضمن “الانتهاكات الجوهرية” للاتفاق بحسب “يديعوت أحرونوت” إطلاق الصواريخ، والتهريب، والاختطاف.

وبمجرد وقوع انتهاك، يجب أن تُعلّق المزايا فورا، ويستأنف الجيش الإسرائيلي حرية العمل المُعدّلة دون مساومات دبلوماسية مطولة، فالردع يتطلب ردعا آليا، وليس لجانا مشتركة بلا صلاحيات.

إغلاق ممر فيلادلفيا

إغلاق هندسي تكنولوجي لطرق التهريب تحت إشراف مصري وتدقيق دولي، مع معايير مساءلة واضحة، وميزانية محددة، ومواعيد نهائية.

وأكدت الصحيفة أنه يجب أيضا الربط بين إعادة الإعمار ونزع سلاح حماس، فبدون ذلك تصبح المساعدات وقودا للحركة، مشددة على ضرورة أن يكون هناك ضمان دولي بأن تخدم أموال المساعدات المدنيين فقط لا المسلحين.

كما تطرقت الصحيفة لمسألة “إعادة تموضع” الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه يجب أن تكون قائمة على معايير، وهي عدد الأنفاق التي تم تحييدها، والمناطق التي تم تطهيرها، ومعدلات التفتيش التي تم تحقيقها.

ورأت أنه بدون ذلك، فإن إسرائيل تُخاطر بوقوعها في فخ خطير يتمثل في انسحاب سابق لأوانه يُرسّخ الحقائق على الأرض، ويُضيّق حرية العمل في المستقبل، ويفتح الباب أمام “اختبارات نتائج” من جانب الخصوم.

وحذر التقرير من تداعيات الاتفاق على الداخل الإسرائيلي والذي يجمع على الشعور بالأمن وعودة الرهائن وحرية العمل العسكري في حال عدم التزام الطرف الآخر، لأن عدم الرد الإسرائيلي وقتها سيجعل ثقة المواطنين والشرعية “تتآكل”.

ولفت إلى أن الصفقة الجيدة لإسرائيل لا تقتصر على تحقيق الهدوء فحسب، بل تُهيئ الديناميكيات المناسبة: التحقق الصارم، والتنفيذ التلقائي، وإعادة الإعمار المشروطة، وبديل الحكم المدني في غزة، والترابط الإقليمي عبر الجبهات. فبدون هذه البنية، تصبح الصفقة ممرا للحرب القادمة، وبها، يمكن لإسرائيل تغيير الحوافز ودفع الحرب بعيدا، وليس مجرد تأجيلها.

أخبار متعلقة :