أخبار عاجلة
تحديد أجرة “فرط” و”لمّ” الزيتون -
نتنياهو بعد مقتل الغماري: سنصل إلى الجميع! -
غارات إسرائيلية تستهدف مناطق جنوبًا -
كاتس: رئيس أركان الحوثي استُهدف بضربتنا -

من السرعة إلى الذكاء الاصطناعي.. كيف تغيّر شريحة “M5” قواعد الحوسبة في أجهزة آبل؟

في تحول إستراتيجي يعزز هيمنتها على سوق المعالجات القوية، كشفت شركة آبل أمس عن شريحة (M5)، لتدشن حقبة جديدة من الأداء القائم على الذكاء الاصطناعي المدمج في الأجهزة الشخصية، إذ لا تُعدّ هذه الشريحة مجرد تطوير في سلسلة شرائح (Apple Silicon)، بل تمثل قفزة هندسية كبيرة تعيد تعريف مفهوم القوة والكفاءة في عالم المعالجات.

فقد صُممت (M5) بالاعتماد على الجيل الثالث من تكنولوجيا 3 نانومتر، مما يمنحها تفوقًا تقنيًا لافتًا وتقدم تحسينات جذرية في جميع مكوناتها تقريبًا. ويتمحور الإنجاز الأكبر في الشريحة الجديدة في إدماج المسرّعات العصبية داخل كل نواة من نوى وحدة معالجة الرسومات (GPU)، مما يضاعف قدرات الذكاء الاصطناعي إلى مستويات لم تبلغها أي شريحة من قبل.

ويضع هذا التكامل شريحة (M5) في طليعة الشرائح القادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة ومعالجة البيانات محليًا بكفاءة وسرعة فائقة، لترسخ مكانة شرائح (Apple Silicon) كمنصة الحوسبة المستقبلية التي تجمع بين القوة والذكاء في أجهزة MacBook Pro، و iPad Pro، و Apple Vision Pro.

هندسة شريحة (M5).. تسخير قوة (GPU) لمهام الذكاء الاصطناعي:

من السرعة إلى الذكاء الاصطناعي.. كيف تغيّر شريحة

يُعدّ الكشف عن شريحة (M5) حدثًا محوريًا في مسيرة تطور معالجات (Apple Silicon)، وخاصة في ظل تصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة في الجيل الجديد من الأجهزة.

وقد أكد جوني سروجي، نائب رئيس شركة آبل لقسم تكنولوجيا الأجهزة، أن شريحة (M5) تقدم قفزة جديدة جبارة في أداء الذكاء الاصطناعي بفضل سلسلة من التطورات الهندسية العميقة التي تُعيد تعريف قدرات الشريحة في ثلاثة محاور رئيسية، وهي:

1- بنية GPU المُعززة بالذكاء الاصطناعي:

تأتي وحدة معالجة الرسومات (GPU) في شريحة (M5) بتصميم جديد تمامًا، يضم 10 نوى من الجيل المتقدم، ويحتوي كل منها على مسرّع عصبي مدمج، في سابقة تُدخل الذكاء الاصطناعي إلى قلب المعالجة الرسومية، ومن ثم تقدم الشريحة تحسينات قوية في الأداء تشمل:

  • أداء خارق: تمنح هذه المسرّعات الشريحة قدرة حوسبة تفوق 4 أضعاف أداء شريحة M4، وأكثر من 6 أضعاف مقارنة بشريحة M1، مما يمكّنها من تشغيل النماذج اللغوية الكبيرة، ونماذج الانتشار (Diffusion Models)، بسرعة مذهلة في الجهاز مباشرة.
  • رسومات أكثر واقعية: تحقق وحدة الرسومات الجديدة أداءً أعلى بنسبة تبلغ 45% من شريحة M4، مع دعم تكنولوجيا تتبّع الأشعة المسرّعة من الجيل الثالث، لتقدم تجربة بصرية أكثر دقة وسلاسة في الألعاب والتطبيقات الاحترافية.

2- محرك عصبي وذاكرة فائقة السرعة:

تتألق M5 بمحرك عصبي مكوّن من 16 نواة، يمنحها أداء ذكاء اصطناعي مذهلًا مع مع كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، إذ يعمل بتناغم مع المسرّعات العصبية في وحدة الرسومات لتوفير بيئة معالجة ذكية متكاملة، ويشمل ذلك:

  • أداء متوازن: يعزز المحرك العصبي الجديد تنفيذ مهام الذكاء الاصطناعي في الجهاز (On-Device AI) بسرعة وأمان، دون الاعتماد على السحابة، إذ يتيح هذا المحرك تسريع مهام مثل تحويل الصور الثنائية الأبعاد إلى مشاهد مكانية أو إنشاء الشخصيات الرقمية في نظارة Vision Pro، بكفاءة عالية، بالإضافة إلى تحسين سرعة تطبيقات الصور والفيديو.
  • ذاكرة قوية: توفر الشريحة نطاقًا تردديًا للذاكرة الموحدة يصل 153 جيجابايت في الثانية (GB/s)، أي بزيادة قدرها 30% مقارنة بشريحة M4، مما يتيح تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة بكفاءة عالية في الجهاز مباشرة، كما تدعم الشريحة ذاكرة تصل إلى 32 جيجابايت، ما يجعلها مثالية لتشغيل تطبيقات إبداعية ضخمة مثل: Adobe Photoshop، و Final Cut Pro بالتوازي، دون أي تباطؤ.

3- وحدة معالجة مركزية أسرع وكفاءة غير مسبوقة في استهلاك الطاقة:

تعتمد شريحة (M5) على وحدة معالجة مركزية (CPU) مكونة من 10 نوى – مقسمة ست منها للكفاءة وأربع للأداء – لتقدم تحسنًا في سرعة المعالجة بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بـ M4، مع إدارة ذكية لاستهلاك الطاقة توازن بين الأداء والاستدامة. وتقدم هذه البنية عدة مزايا منها:

  • أداء موجه للحوسبة المتقدمة: تتيح هذه البنية معالجة أسرع للمهام المتسلسلة والمعقدة في التطبيقات الاحترافية والإبداعية.
  • كفاءة في استهلاك الطاقة واستدامة بيئية: صُممت شريحة M5 لتحقق أعلى معايير التوفير في استهلاك الطاقة بنحو غير مسبوق، وقد أكدت آبل أن الأداء الموفر للطاقة في الشريحة سيساهم في خفض استهلاك الطاقة الكلي لأجهزة MacBook Pro، و iPad Pro، و Apple Vision Pro، مع الحفاظ على أعلى معايير الكفاءة والأداء. وبفضل هذه الكفاءة الرائدة، تدعم الشريحة أهداف خطة (Apple 2030) الطموحة للوصول إلى الحياد الكربوني، مما يجعلها معالجًا قويًا وصديقًا للبيئة في آن واحد.

ما مدى أهمية شريحة (M5) في حقبة (Apple Intelligence)؟

يشكّل إطلاق شريحة (M5) محطة مهمة في مسيرة آبل وفي تطور القطاع التقني العالمي، بسبب ما تحمله من تحولات جذرية في مفهوم الأداء القوي القائم على الذكاء الاصطناعي في الأجهزة الشخصية، وذلك لعدة أسباب رئيسية، منها:

1- تعزيز منظومة (Apple Intelligence): 

يعزز المحرك العصبي الأسرع والذاكرة الموحدة المطورة أداء مزايا (Apple Intelligence)، مما يمنح أدوات الذكاء الاصطناعي المدمجة في الجهاز مثل تطبيق (Image Playground)، قدرة فورية على المعالجة، واستجابة أكثر ذكاءً وسلاسة دون الحاجة إلى الاتصال بالسحابة.

2- تمكين المطورين من الجيل الجديد للذكاء الاصطناعي:

توفر شريحة (M5) بيئة تطوير متكاملة للمبرمجين، إذ تُمكّن التطبيقات التي تستخدم أطر عمل آبل مثل Core ML، و Metal 4، من تحقيق تحسينات فورية في الأداء، كما تتيح للمطورين إمكانية برمجة المسرّعات العصبية مباشرةً باستخدام واجهات (Tensor APIs) ضمن Metal 4. وبذلك، تمنح آبل المطورين أدوات متقدمة لابتكار تطبيقات أكثر ذكاءً وتخصيصًا.

3- ترسيخ معيار جديد للحوسبة الشخصية:

تضع M5 بقدراتها العالية أجهزة MacBook Pro، و iPad Pro، و Apple Vision Pro في مستوى غير مسبوق من الأداء، خصوصًا في المهام الاحترافية والإبداعية المعقدة. فهي تمكّن المستخدمين من تشغيل تطبيقات مثل: Adobe Photoshop، و Final Cut Pro وغيرها من البرامج بسلاسة مذهلة وكفاءة طاقية عالية، وبذلك تضع الشريحة لمعيار الجديد للحوسبة الذكية المتكاملة.

ريادة في رقاقات الذكاء الاصطناعي:

تضع شريحة (M5) معيارًا جديدًا لقوة الحوسبة المحلية وكفاءة استهلاك الطاقة، ليس فقط في عالم المعالجات التقليدية، بل في مجال الذكاء الاصطناعي المدمج في الأجهزة (On-Device AI)، إذ يضمن إدماج المسّرعات العصبية في وحدة معالجة الرسومات وتوفير نطاق ترددي غير مسبوق للذاكرة الموحدة أن تبقى شرائح (Apple Silicon) في طليعة المنافسة، وتوفر للمستخدمين والمطورين الأدوات اللازمة لاستغلال الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي في بيئة آمنة وذات كفاءة عالية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق “النفق البيومتري” و “منظومة المخالفات الذكية”.. أحدث ابتكارات شرطة دبي لتعزيز أمن المدينة 
التالى من السرعة إلى الذكاء الاصطناعي.. كيف تغيّر شريحة “M5” قواعد الحوسبة في أجهزة آبل؟