أخبار عاجلة
بالفيديو- البيت الأبيض يحتفل بـ Halloween! -
شعبية ماكرون تتراجع! -

“سارة فراير” من الرياض: “OpenAI” تُشعل سباق “الحوسبة السيادية” لبناء البنية التحتية لعصر الذكاء الاصطناعي الفائق

في مشهدٍ يعكس التحول العميق الذي يشهده الاقتصاد العالمي باتجاه بناء بنية تحتية جديدة للذكاء الاصطناعي، أكدت سارة فراير، المديرة المالية لشركة (OpenAI)، خلال مشاركتها في فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII 9) في الرياض، أن العالم يقف على أعتاب عصر جديد من الحوسبة السيادية، إذ تتقاطع التقنية مع الإستراتيجية الوطنية، وتتحول القدرة على امتلاك الحوسبة إلى مكوّن رئيسي من مكونات السيادة الرقمية للدول.

الذكاء الاصطناعي.. “الكهرباء الجديدة” للعصر الرقمي

شهدت جلسة نقاشية بعنوان (البنية التحتية للذكاء الاصطناعي: العمود الفقري الجديد للريادة العالمية)، لقاءً بين سارة فراير، المديرة المالية لشركة OpenAI، وكريستيان جاريت، المستثمر البارز وأحد مؤسسي منتدى (Hill & Valley)، وقد تناولت النقاشات البنية التحتية المطلوبة للثورة الصناعية القادمة، مسلطة الضوء على أهمية البيانات، وقوة الحوسبة، ودور الحوكمة كعناصر حاسمة في هذا التحول.

وفي تحليل ثاقب، وصفت فراير المرحلة الحالية بأنها “بداية عصر الكهرباء الرقمية”، مؤكدة أن ما يحدث اليوم في عالم الذكاء الاصطناعي يشبه إلى حد بعيد المراحل الأولى من انتشار الكهرباء أو بناء السكك الحديدية، لكنه هذه المرة يتمحور حول البيانات والحوسبة بدلًا من الطاقة والحديد.

وأوضحت فراير أن شركة (OpenAI) لا تزال في بداية الطريق نحو بناء البنية التحتية، التي ستدعم هذا التحول الجذري، قائلة: “إذا كانت الكهرباء قد غيرت العالم في القرن الماضي، فإن وفرة الذكاء ستكون العامل المحرك للقرن الحادي والعشرين. نحن فقط نبدأ في بناء الأسس التي ستقوم عليها هذه المرحلة الجديدة”.

من نقص الحوسبة إلى طموح مشروع (ستارجيت) اللامحدود:

أشارت سارة فراير إلى أن قيود قوة الحوسبة، هي التحدي الأكبر الذي تواجهه (OpenAI) حاليًا، وأن النماذج الرائدة، مثل (Sora 2) لتوليد الفيديو، يُؤجل إطلاقها بسبب هذا النقص. ويُرسّخ هذا الاعتراف فكرة أن النمو المستقبلي للشركة، وإمكانية تلبية الطلب المتزايد – 800 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا حاليًا – يعتمد كليًا على التوسع الضخم في البنية التحتية.

وقالت فراير: “كمسؤولة مالية، أعلم أن صفر حوسبة يعني صفر إيرادات. ولتوسيع أعمالنا وبناء نظام مستدام، نحن بحاجة إلى المزيد من الحوسبة، وهذا ما يدفعنا للاستثمار على نطاق غير مسبوق”.

وأكدت فراير أن مشروع (ستارجيت) الاستثماري الضخم بقيمة قدرها 500 مليار دولار، الذي أُعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية العام الجاري، يبدو اليوم صغيرًا جدًا مقارنة بطموح الشركة الحقيقي. ويُشير هذا التقييم إلى أن التكلفة الفعلية لبناء البنية التحتية المطلوبة لـ (وفرة الذكاء)، التي تتوقعها شركة (OpenAI)، قد تتجاوز هذا الرقم بكثير، مما يضع المشروع ضمن الأضخم في تاريخ الاستثمارات التقنية، على غرار مشاريع السكك الحديدية والكهرباء في العصور السابقة.

الحوسبة أصبحت سيادة وطنية:

شبهت فراير الحوسبة بالنفط والفحم في الثورة الصناعية، مُشيرة إلى أنها ستُصبح جزءًا من السيادة الوطنية، كما أشادت بامتلاك منطقة الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية، لما يُعرف باسم (رأس المال الصبور) Patient Capital، الذي يُفكر في دورات استثمارية تمتد إلى 10 سنوات أو 20 عامًا أو 30 عامًا، وهو ما تحتاج إليه مشاريع البنية التحتية الضخمة لشركة OpenAI، بشكل لا يتوفر بسهولة في أسواق رأس المال الغربية.

وتحدثت فراير أيضًا بإسهاب عن الدور الحاسم للحكومات في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، فقد أشارت إلى أن الحكومات بدأت تتعامل مع الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمجال تنظيمي أو استثماري، بل كخدمة وطنية إستراتيجية.

وأوضحت أن بعض الدول، مثل إستونيا واليونان والمملكة المتحدة، بدأت بالفعل بإدماج (ChatGPT) في التعليم والرعاية الصحية، في حين تمتاز بعض الاقتصادات – مثل اقتصادات الشرق الأوسط – بميزة التفكير الطويل المدى والاستثمار في الدورات الممتدة لعقود، مما يمنحها أفضلية إستراتيجية في سباق بناء الذكاء الاصطناعي.

الطاقة.. عنق الزجاجة الأكبر في عصر الذكاء الاصطناعي:

أكدت فراير أن الطاقة أصبحت التحدي الأكثر إلحاحًا أمام نمو قطاع الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن وفرة الطاقة وتكلفتها المنخفضة، تمثلان العامل الأهم في تحديد قدرة الشركات على توسيع قدراتها الحاسوبية.
وكشفت أن OpenAI تعمل على استثمارات موازية في مجالات الطاقة لضمان توفرها في المستقبل، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد يكون مفتاح الحل في هذا المجال عبر (وكلاء الابتكار) القادرين على تحقيق إنجازات علمية في مجالات مثل الاندماج النووي وعلوم المواد والطاقة المتجددة.

كما حددت فراير ثلاثة أدوار محورية للحكومات في دعم سباق الحوسبة السيادية، تشمل:

  • البناء على نطاق واسع: يجب على الحكومات استخدام نطاقها وقدرتها على البناء المتسق والقابل للتكرار لدعم تسريع وتيرة إنشاء مراكز الحوسبة الضخمة.
  • معالجة تحدي الطاقة: أشارت فراير إلى أن الطاقة هي أكبر نقطة اختناق حاليًا في توسع الحوسبة، ودعت الحكومات إلى دعم الاستثمار في شبكات الكهرباء ومصادر الطاقة الجديدة (مثل الاندماج النووي).
  • الدور التثقيفي والتمكين: دعت فراير الحكومات إلى “رواية القصة” للمواطنين للمساعدة في التخلص من القلق وتوضيح كيف سيُساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الصحة والتعليم والحياة اليومية.

من الرياض.. بداية سباق جديد:

لم تكن تصريحات سارة فراير، المديرة المالية لشركة OpenAI، من العاصمة السعودية الرياض،  مجرد تصريحات مالية، بل كانت إعلان لانطلاق سباق عالمي جديد؛ حول من يمتلك الذكاء، ليحل محل الهيمنة على الطاقة، التي رسمت خريطة القوى العظمى في الماضي.

وبينما تُبشِّر شركة (OpenAI) بحقبة من (وفرة الذكاء) للعالم، برزت الرياض كقاعدة إستراتيجية لا غنى عنها، إذ تحوّلت إلى منصة رئيسية تُمزج فيها خيوط الاستثمار الضخم، والسيادة الوطنية، والريادة التقنية، في مشهد واحد يرسم الملامح الأولى لمستقبل الحوسبة العالمية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق منصة “SAGE”.. كيف يقود الذكاء الاصطناعي الوكيلي مستقبل الحوكمة في السعودية؟
التالى سامسونج تتيح متصفحها Samsung Internet لأجهزة الحاسوب