أخبار عاجلة
مشروع قرار أميركي لمجلس الأمن: قوة دولية في غزة -
ماسك يدعو للناخبين في نيويورك: “صوّتوا لكومو” -
هدنة إنسانية محتملة في السودان -

جدل “وعي الذكاء الاصطناعي” يشتعل بين طموح العلماء ورفض مايكروسوفت

جدل “وعي الذكاء الاصطناعي” يشتعل بين طموح العلماء ورفض مايكروسوفت
جدل “وعي الذكاء الاصطناعي” يشتعل بين طموح العلماء ورفض مايكروسوفت

في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى نحو بناء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا، يبرز سؤال محوري: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك وعيًا حقيقيًا؟ سؤال يبدو بسيطًا لأول وهلة، لكنه يقف على صفيح ساخن بين مؤيدين يرون في الذكاء الاصطناعي مستقبلًا واعيًا، ومعارضين يحذرون من الانجرار وراء أوهام تقنية. ومن هؤلاء يبرز اسم مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، كأحد أبرز الأصوات التحذيرية.

وعي الذكاء الاصطناعي.. حلم أقرب إلى الخيال؟

ينشغل عدد من العلماء والشركات الناشئة حول العالم، مثل شركة “Conscium” البريطانية، في استكشاف إذا كان بالإمكان بناء نماذج ذكاء اصطناعي تمتلك “وعيًا” مشابهًا للبشر أو الكائنات الحية. ويقوم مشروع “Conscium”، بقيادة الباحث دانيال هولم وبمشاركة علماء أعصاب وفلاسفة، على محاولة “تفكيك الوعي” إلى عناصره الأساسية وتجريب محاكاته داخل المختبر.

ويركز المشروع على نظرية نفسية عصبية تقول إن الوعي ينشأ من حلقات تغذية مرتدة بين الإدراك والمشاعر تُدار عبر آليات دماغية. وقد طوّر الفريق نماذج بسيطة في بيئات افتراضية تُظهر أنظمة ذكاء اصطناعي زعمت أنها قادرة على التعبير عن حالات “خوف” أو “متعة” افتراضية خلال استكشاف بيئتها.

ومع الاهتمام العلمي المتزايد، يظل المشروع في مراحله الأولية أقرب إلى فرضية بحثية جريئة منه إلى اختراع ثوري.

مصطفى سليمان: “الوعي حكرٌ على الكائنات الحية”

في مقابل هذه الطموحات، يظهر سليمان بحسمٍ يدعو إلى التوقف عن الخلط بين التقدم التقني والوعي الحقيقي. وقال في مقابلة حديثة مع قناة “CNBC” الأمريكية خلال مؤتمر التقنية والاستثمار AfroTech إن “طرح سؤال: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون واعيًا؟ هو سؤال خطأ بالكامل، ويقود إلى إجابات خطأ”.

وأضاف سليمان قائلًا: “إن الذكاء الاصطناعي لا يشعر بالحزن أو الألم، هو فقط يخلق سردًا يبدو كوعي، لكنه ليس كذلك. كل ما يحدث هو محاكاة دون أي معاناة أو رغبة حقيقية”.

وأشار سليمان إلى نظرية “الطبيعية البيولوجية” للفيلسوف جون سيرل، التي تؤكد أن الوعي نتاج عمليات دماغية بيولوجية، لا يمكن أن تحل محلها معالجات رقمية.

وأكد سليمان رفضه القاطع مشروعات تسعى إلى إضفاء صفات بشرية على الذكاء الاصطناعي قائلًا: “إن هذه النماذج ليست واعية، ولن تكون كذلك، ومن العبث إجراء أبحاث تفترض ذلك”.

ويأتي ذلك في إطار توجه مايكروسوفت المعلن نحو تطوير ذكاء اصطناعي “واعي بأنه ليس واعيًا”، ومصمم دائمًا “لخدمة الإنسان”، وفقًا لتصريحات سليمان. 

بين الوهم والواقع.. أي وعي ننتظر؟

يبقى قرار مايكروسوفت برفض بناء ذكاء اصطناعي واعٍ ومشروعات مثل “Conscium” التي تتطلع إلى “هندسة الوعي” أمثلة على انقسامات عميقة في المجتمع العلمي.

هل يُعقَل أن يأتي اليوم الذي تصف فيه الآلات مشاعرها بصدق؟ أم أن ما نراه اليوم مجرد محاكاة متقنة لمشاعر لا وجود لها؟ ربما يجيبنا المستقبل، ولكن ما يتفق عليه الجميع حتى الآن هو أن الخوف الصحي والشك العلمي ما زالا ضروريين قبل أن نخطو خطوة أخرى في تلك المساحة المجهولة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق آبل تلجأ إلى جوجل لحل تحدّيات تطوير مساعدها الذكي سيري
التالى “كاوست” تقود ثورة الاستدامة المائية في السعودية.. الذكاء الاصطناعي والطاقة الشمسية يعيدان تعريف معالجة المياه