ويُعرف عبد السيد بلقب "فيلسوف السينما المصرية"، بفضل أعماله السينمائية التي تمزج بين الرهافة السردية والحوار العميق، مستعرضًا من خلالها مصير الإنسان بين التعاسة والشقاء، وكاشفًا خبايا النفس البشرية. من أبرز أفلامه: "أرض الخوف" الذي جسّد فيه أحمد زكي شخصية ضابط شرطة ينتحل هوية تاجر مخدرات، و"الكيت كات" الذي عرض قصة شخص كفيف في حارة شعبية، جامعًا بين الكوميديا والعمق الفلسفي.
كما يُعد عبد السيد من رواد الواقعية الجديدة في السينما المصرية، معبّرًا عن الواقع المصري وتحولات المجتمع والفئات المهمشة، مع التركيز على العوالم الداخلية لشخصياته. من أبرز أعماله الأخرى: "مواطن ومخبر وحرامي"، "سارق الفرح"، "رسائل البحر"، "قدرات غير عادية"، و"البحث عن سيد مرزوق".
وعانى المخرج في سنواته الأخيرة من صعوبة التأقلم مع متغيرات الإنتاج السينمائي، وعدم رغبة المنتجين في تنفيذ أفلامه الجديدة بسبب تشدده في اختيار الأعمال التي تحمل قيمة ومعنى بعيدًا عن اعتبارات الإيرادات وشباك التذاكر.
وذكر الكاتب والباحث عمار علي حسن أن عبد السيد لم يقبل أي سيناريو عابر، مؤكّدًا أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للسينما المصرية، إذ فقد العالم الفنّي واحدًا من أهم صانعي الأفلام الذين جمعوا بين العمق الفلسفي والرؤية الواقعية المميزة.




