كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
يعود إلى الواجهة ملف إضاءة صخرة الروشة في بيروت الأسبوع الماضي، مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم الإثنين، التي يتضمّن جدول أعمالها بندًا يقضي بسحب الترخيص من الجمعية اللبنانية للفنون “رسالات” التابعة لـ “حزب الله”، على خلفية التجاوزات التي رافقت النشاط الذي نظّمته الجمعية مؤخرًا لمناسبة مرور السنة الأولى على اغتيال الأمين العام السابق لـ “الحزب” حسن نصرالله.
وعلمت “نداء الوطن”، أنه وفي وقتٍ سابق على النشاط، زار النائبان عن كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لـ “حزب الله”، أمين شري وإبراهيم الموسوي، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وأكّدا له أن النشاط الذي تعتزم جمعية “رسالات” تنظيمه سيقتصر على أغانٍ وأناشيد ورسوم ضوئية من وحي المناسبة، من دون أي اقترابٍ من الصخرة أو تعدّ على البيئة البحرية. كما طلبا منه تطمين رئيس الحكومة بأن النشاط لن يتعدّى ذلك وهذا وعد… هذا التطمين دفع الوزير الحجار إلى منح الإذن الرسمي للجمعية لإقامة النشاط على أساس أنه نشاط رمزي لا أكثر.
لكن ما جرى لاحقًا شكّل تجاوزًا صريحًا لما تمّ الاتفاق عليه. فقد نُفّذ النشاط بأسلوبٍ مختلف تمامًا، حيث أُضيئت الصخرة بصور الأمينين العامين السابقين لـ “الحزب” حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، إلى جانب شعارات حزبية ومشاهد سياسية، ما اعتُبر تحويرًا فاضحًا لطبيعة النشاط المصرّح به.
وما زاد من الاستياء لدى سلام والحجار، أن العرض تضمّن اعتداءً لفظيًا مباشرًا على رئيس الحكومة، إذ رُدّدت خلاله عبارة: “نواف ضوّيناها ورح نطفيك”، في إشارةٍ ذات دلالات سياسية واضحة، قد تصل إلى حد التهديد، وتتجاوز الإطار الفني أو الرمزي الذي قُدِّم به النشاط.
هذا التصرف أثار موجة استياء لدى عدد من الوزراء أيضًا، ما دفع بالحجار إلى وضع بند سحب ترخيص “رسالات” على جدول أعمال جلسة اليوم، على اعتبار أنه تعرّض من “الحزب” ونوابه لخديعة متعمّدة وتجاوز للثقة.
مصادر سياسية مقرّبة من الرئيس نواف سلام أكدت لـ “نداء الوطن” أن الرئيس يرى في سحب الترخيص من جمعية “رسالات” خطوة وطنية ضرورية لحفظ هيبة الدولة ومنع أي تجاوزات محتملة. وأوضحت المصادر أن ما حصل الأسبوع الماضي في الروشة، لا يُعد كسرًا لرئيس الحكومة بقدر ما يمثل تحدّياً لإرادة الدولة في إعادة بناء نفسها واستعادة ثقة المجتمع الدولي بها.
ومع مناقشة الحكومة اليوم مصير الجمعية، تبقى صخرة الروشة شاهدة على وعودٍ نُكثت، ومشاريع وُظفت في غير مكانها، وأضواءٍ أُطلقت لتخدم غاياتٍ حزبية بدل أن تضيء رمزًا وطنيًا جامعًا.