قبلان: الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة

قبلان: الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة
قبلان: الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة

شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على ان “الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة لا بالغبن والحصار والإنتقام ممن رفعوا لبنان فوق أكفّ السماوات”، وقال في نداءً لكل اللبنانيين ولمن يهمّه الأمر: “لا يمكن فهم لبنان خارج إطار تأسيسه وطبيعة تكوينه وميثاقيّته، وهذا يعطينا القدرة على فهم توظيفات السلطة السياسية، أين وكيف؟ وأي مسؤوليات يجب أن تتحمّلها الدولة اتجاه الجنوب اللبناني وطائفة المقاومة؟ خاصة أن الجنوب دفع أثمان التوظيف العربي للبنان من أجل فلسطين منذ يوم فلسطين الأول، كما دفع سابقاً أثمان التوظيف السياسي اللبناني من أجل فرنسا، ومن قبله وبعده دفع أثمان العنصرية الطائفية للتكوين السياسي بهذا البلد، وكذلك الحال فعل مع الإجتياح الإسرائيلي الذي انتهى بغزو لبنان واحتلال العاصمة بيروت وطواعية السلطة السياسية اللبنانية للعدو الإسرائيلي، ومنذ تلك الأوقات كلها، انكشف البلد عن تيار مقاوم يقود مشروع تضحيات وقرابين سيادية وأثمان وطنية لا سابق لها بتاريخ البلد بل والمنطقة وانتهى بهزيمة إسرائيل ودحرها من لبنان، وكذا الحال مع حرب 2006 ثم حرب الطوفان التي تجلّت بأكبر أسطورة صمود سيادي في وجه أعتى قوة صهيوأطلسية، لننكشف معها مجدداً عن سياسة رسمية عقابية ممنهجة وسط قرى مدمرة على طول الحافة الأمامية نتيجة أعظم قتال سيادي، والقضية هنا تتعلق بجوهر الدولة وتركيبتها وانتمائها ولمن تعمل ولماذا، بعيداً عن دعاية اللعبة الإقليمية الدولية، لأنّ من يفعل ذلك شريك بسياسة مضادة لمصالح الجنوب وباقي مناطق القتال الوطني، ولا أقنعة بهذا العالم، لأن الواقع اللبناني مكشوف جداً، وهناك من لا يهمه الجنوب والبقاع والضاحية ويتمنى الخلاص منهم وممن فيهم”.

وتابع: “صورة المشهد اليوم تضعنا أمام دولة تخنق ناسها وثوارها الوطنيين وبيئتها السيادية وتمنع عنهم قدرة البقاء ولا تهتم لأخطر إرهاب صهيوني يومي يطال أرضنا وناسنا وقدراتنا الوطنية والسيادية، وكأن الجنوب والبقاع من كوكب آخر، فلا دولة موجودة في الجنوب، ولا نية للدولة لأن تلعب دورها الوطني والسيادي بالجنوب، ولا برامج وطنية لمساندة أهم جبهة سيادية بهذا البلد، ولا إغاثة تضامنية رغم الأثمان الهائلة التي دفعها أهل الجنوب والمقاومة من أجل الوحدة اللبنانية والعائلة الوطنية، ولا إعلام أو دبلوماسية تليق بمن استردّ لبنان من الصهاينة وحرّر العاصمة بيروت واستنقذ لبنان، بل لا مشاريع أو نيّة مشاريع تعكس هوية هذا البلد وطبيعة نشأته ومسؤولياته وواقع ميثاقيته وما يلزم على تكوينه التاريخي وصيغته المعاصرة، بل سياسة رسمية وظيفتها العرقلة ومعاقبة من يريد القيام بترميم داره. وأمام عشرات الآلاف من الجنوبيين وغيرهم الذين ما زالوا مهجرين بلا بيوت لا شيء عند السلطة إلا مزيد من الخنق والتحريض والمنع بألف طريقة وطريقة، وبكل وجع: هناك من يعيد توظيف السلطة بهذا البلد لتكون ضد شعبها ورعيتها، وهذا أمر خطير للغاية. ولمن يرى المنطقة بالعين الأميركية الإسرائيلية أقول ستتفاجأ بأنّ الأمر ليس كذلك، وما تفعله الآن سيبقى برسم التاريخ المرّ، والمسامحة مهمة إلا بقتل وعزل وإضعاف أهل الجبهة التي لولاها لما بقي لبنان. واللحظة لنتدارك البلد بشكل أفضل، وما زلنا نعوّل على صرخة وطنية خاصة ممن احتلوا الشاشات الوطنية السابقة، والحياد عن مصالح لبنان أمر كارثي، والتاريخ يكتبه التاريخ الذي سبق، ولم نقصّر أبداً بحق لبنان رغم أننا الطائفة المغبونة على مرّ التاريخ، ولا بد من الشروع بتصحيح السياسات الوطنية والإغاثية بهذا البلد لأنّ هناك طائفة بأمّها وأبيها تتعرض للإعدام بكل أشكاله الظاهرة والخفية، ولن نموت أو ننسحب أو نتنازل لأننا الطائفة التي تجرعّت التاريخ من أجل أوطانها وناسها ومواثيقها وعقيدتها الأخلاقية، وهي التي أثبتت بضريبة الدم وبحر الأشلاء طيلة التاريخ أنّ المسيحي والمسلم ذمة واحد لوطن واحد، وأنّ الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة لا بالغبن والحصار والإنتقام ممن رفعوا لبنان فوق أكفّ السماوات”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الحاج حسن: لإجراء الانتخابات وفق القانون النافذ
التالى يزبك: المجلس النيابي هو مجلس الشعب