كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في “لقاء تنسيقي” عقد في المصيلح الثلاثاء، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري صافرة انطلاق “خطة البدء بإعادة الإعمار”. وفي كلمة له باسم بري، الذي دعا الى اللقاء، أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة “الرسالة التي يحملها اللقاء من الجنوب، ودوره رغم الضغوط والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، ولما لهذه الخطوة من أهمية على صعيد وضع الأسس العملية لإطلاق عملية إعادة الإعمار”.
أما بري، وفي حديثه عن هذا الملف وعن صمود الجنوبيين، فقال خلال لقائه وفداً من “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية”: أهم معركة وأهم حرب يخوضها اللبنانيون، وخاصة أبناء الجنوب، هي معركة الصمود والبقاء في الأرض، على الرغم من حجم القتل الذي يجري يومياً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وآلته الحربية.
ومن ابرز التوصيات التي خرج بها اللقاء: الدعوة إلى تفعيل عمل الحكومة بوزاراتها المعنية نحو السير في ملف إعادة الإعمار وإقرار كل الآليات اللازمة.
دعوة مجلس الوزراء إلى عقد جلسة خاصة حول الجنوب بمشاركة كل أجهزة الدولة لوضع آلية واضحة لبرنامج إعادة الإعمار.
الكف عن رهن ملف إعادة الإعمار بالمواقف السياسية والدولية والشروع بالخطوات العملية التي يمكن اتخاذها وطنيًا وداخليًا.
بحسب ما تقول مصادر نيابية سيادية لـ”المركزية” يبدو هذا المؤتمر شكليا هدفه رفع معنويات الجنوبيين وابلاغهم ان بري يتابع واقعهم الحياتي الصعب، لا اكثر ولا اقل. اي ان نتائجه العملية والفعلية “صفر”.
فبري اولاً، ووزير المال ياسين جابر، ثانياً، وهو من فريق بري السياسي، يعرفان قبل سواهما، ان اعادة الاعمار مستحيلة من دون دعم دولي. اللقاء حاول، وفق المصادر، تحميل الحكومة مسؤولية التقصير في الاعمار، ودعاها الى عقد جلسة مخصصة للجنوب… لكن رئيس الحكومة نواف سلام قال مرارا ما يعرفه الجميع: وحدنا لا يمكننا ان نبني، نحتاج الى مساعدات من الخارج، وهذه المساعدات لن تأتي قبل حصر السلاح وانجاز الإصلاحات.
والحال ان ربط هذا الدعم بشروط سياسية، ليس رغبة لبنان ولا قراره، بل هو قرار المانحين. اما “الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها عمليا” فصغيرة المفاعيل ولا تبدل في حجم الدمار الهائل الذي تسببت به حرب الاسناد، ووزير المال يعرف ذلك جيدا.
هذا ناهيك عن ان اللبنانيين او جزءا كبيرا منهم، يرفض ان يتحمل هو تكاليف حروب حزب الله ويرفض تغطية ثمنها من جيبه.
عليه، اذا كان بري يريد فعلا اعادة الاعمار، عليه ان يسلك الطريق الذي يقود اليه وهو واحد اوحد وكل ما سواه فلكلور و”شعبوية”: طريق اقناع حزب الله بتسليم سلاحه الى الدولة.. فهل يطرق رئيس المجلس باب الحزب؟




