كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين في “الأنباء” الكويتية:
اختلف «اليوم التالي» للضربات الإسرائيلية الموسعة على قرى وبلدات في جنوب لبنان، عما روج له البعض لجهة البدء بحرب إسرائيلية موسعة تترجم التهديدات الإسرائيلية المتكررة. إلا ان الهدوء القسري المصحوب باستهدافات على شكل عمليات اغتيال، لن يحجب ارتفاع وتيرة الضربات العسكرية المعادية على لبنان، في ضوء عدم التزام إسرائيلي بمفاعيل اتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان الموقع 27 تشرين الثاني 2024 برعاية أميركية – فرنسية.
توازيا يمضي أركان السلطة في لبنان في دعم اقتراح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالتفاوض غير المباشر، الذي بدأ يلقى حماسة شركاء دوليين، بينهم من بادر إلى اقتراح جدول أعمال وبنود للنقاش، وان كان الرد الإسرائيلي السلبي حتى الساعة يعطل انطلاق مباحثات جدية لوقف الحرب.
ونقل أحد طرفي «الثنائي» لـ «الأنباء» موقفا «رافضا للاستسلام، عن طريق التخلي عن سلاحه». وعرض لتسويات عدة «تقوم بتخلي حزب الله عن السلاح الثقيل والصواريخ الذكية البعيدة المدى والمسيرات»، مشيرا إلى «تفهم إقليمي خصوصا، لجهة البدء بتنفيذ اتفاق واقعي على الأرض، يقوم على عدم الاحتكام إلى السلاح، وترك العلاقة مع الجانب الإسرائيلي بكافة أشكالها إلى الدولة اللبنانية حصريا».
موقف «الثنائي» الرافض التفاوض وتسليم السلاح، انعكس بداية في الضاحية الجنوبية بخلو شوارعها من الحركة تزامنا مع القصف الإسرائيلي الكثيف الخميس الماضي لقرى وبلدات جنوبية. إلا ان الأمور سرعان ما عادت إلى طبيعتها، من دون تسجيل حالات نزوح من البقعة الجغرافية المكتظة سكانيا، وان كان أكثر قاطنيها يحتفظون بأماكن بديلة في وسعهم الانتقال إليها وقت اشتداد الخطر.
ويبحث وفد من «معهد توني بلير للتغيير العالمي» في بيروت، في المرحلة التي ستلي نهاية عمل القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» في الجنوب، والتي بات من الواضح انها ستشهد حضورا لقوة متعددة الجنسيات ذات غالبية أوروبية ومشاركة أميركية. وهذا الأمر أكدته في مناسبات عدة دوائر رسمية لبنانية ضمن مجالس ضيقة، ذلك ان الترتيبات في الجنوب لن تكتمل وتترجم على الأرض في الفترة التي تسبق رحيل «اليونيفيل»، وبالتالي لن تبقى تلك البقعة من دون قوات دولية تشرف على تنفيذ ترتيبات بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني، خصوصا في ضوء إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية.
والتقى الوفد وزير الدفاع اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
وعلى صعيد آخر، فإن الترقب لموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيد الموقف، بعد إحالة الحكومة مشروعا لتعديل قانون الانتخاب بشأن المادة 112 المتعلقة باقتراع المغتربين، الأمر الذي يوسع دائرة المواجهة التي تعارض موقف رئيس المجلس باعتماد القانون النافذ واقتراع المغتربين لـ 6 نواب إضافيين في الخارج وليس لـ 128 نائبا. وبالتالي فالرئيس بري مطالب بإيجاد مخرج جديد، ترى بعض المصادر انه لن يعجز عن ابتداعه لعلمه المسبق ان الأمور ستصل إلى هذه النقطة، وان طرح المشروع على الهيئة العامة للمجلس سيقره لأنه يحظى بأكثرية مضمونة، ولا تنفع معها أي معارضة أو تعطيل، لأن مجرد طرحه في الهيئة العامة يعطي الحكومة الحق في إصداره بمرسوم بعد مرور 40 يوما على عرضه. وفي الوقت عينه، فإن تجاهل المشروع من قبل رئيس المجلس سيؤدي إلى تعطيل التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في ظل الوضع الدولي الضاغط باتجاه إنجاز الكثير من التشريعات الضرورية. وفي الحالتين فإن الخيار ليس سهلا، لذا يبقى الانتظار على ما سيخرجه الرئيس بري في أدراج مكتبه.
وفي متابعة لـ «الأنباء» لموضوع المدون الإسرائيلي آفي غولد الذي نشر الخميس فيديو من قلب بيروت وتحديدا منطقة الزيتونة وهو يتنزه ويتحدث بالعبرية عن جمال المنطقة، فقد بينت آخر المعطيات الأمنية الاستقصائية أن اسم المذكور الحقيقي هو أبراهام دوف غولدشتاين وهو من مواليد 1991 ويحمل كما الكثير من الإسرائيليين جواز سفر آخر وهو جواز سفر كندي، وقد دخل لبنان من سورية عبر معبر المصنع الحدودي من جهة البقاع بجواز سفره الأجنبي بتاريخ 17 تشرين الاول الماضي وأقام ليوم واحد في فندق صغير في منطقة الحمرا ببيروت، قبل أن يغادر في اليوم التالي أي في 18 تشرين الاول عبر مطار بيروت الدولي.
وفي التحضيرات الخاصة بزيارة البابا ليو الرابع عشر إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الاول، تستمر أعمال تأهيل الطرق وتعبيدها، إلى الترتيبات الأمنية الخاصة بتأمين الأمكنة التي سيقصدها البابا من بلدة عنايا الجبيلية إلى حريصا في كسروان حيث مقر إقامته، إلى دير الصليب في ساحل المتن الشمالي والواجهة البحرية لبيروت حيث يقام القداس الاحتفالي الكبير، علما ان الحكومة اللبنانية دعت إلى الإغلاق العام يومي الاثنين والثلاثاء في 1 و2 كانون الأول تسهيلا لمشاركة الناس في استقبال البابا.
وفي يوميات الجنوب، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة جوية بصاروخين موجهين، مستهدفة سيارة قرب مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، ما أدى إلى إصابة 7 أشخاص بجروح.
وأودت مسيرة أخرى بحياة شقيقين إثر استهداف سارتهما على الطريق التي تربط عين عطا ببلدة شبعا عند السفح الغربي لجبل الشيخ.
وأعلنت وزارة الصحة أن غارة إسرائيلية على سيارة في برعشيت قضاء بنت جبيل أدت إلى مقتل وإصابة 5 أشخاص.




