كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
تربط الادارة الاميركية استعمال نفوذها لدى اسرائيل لتخفيف وتيرة تهديداتها المتصاعدة بعملية واسعة النطاق على لبنان، باستكمال الدولة اللبنانية، تنفيذ قرار حصر السلاح بيدها بالكامل، وتحديداً سلاح حزب الله، لانه لا يمكن تجاهل بقاء السلاح او التزود بكميات اضافية جديدة، من طريق التهريب وغيرها، تحت عنوان اعادة تعافي الحزب او ما شابه، كما يروج بعض قادته، من دون استهدافه بالقصف او التوغل البري لتدميره، ما يعني توقع هجوم او عمليات ينفذها الحزب ضد اسرائيل في المستقبل القريب، وهذا ليس مسموحا به، كما اعلن اكثر من مسؤول اسرائيلي بهذا الخصوص.
ويكشف مصدر ديبلوماسي تابع الاتصالات الاخيرة، لخفض وتيرة التهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضد لبنان، عن أن التجاوب الاميركي مع المسؤولين اللبنانيين للتدخل لدى اسرائيل، استند الى ما تقدمه الدولة اللبنانية من اثباتات تؤكد قيامها بما هو مطلوب منها، لنزع سلاح الحزب في كل لبنان، وليس في جنوب الليطاني فقط، استنادا الى اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، وهذا لم يحصل حتى اليوم، فيما تجري محاولات، لإعطاء تفسيرات مغايرة لاتفاق النار، او السعي لمعارضة خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب والقوى الفلسطينية المنضوية تحت حمايته في مخيمات لبنان كلها.
وينفي المصدر ان يكون اي مسؤول اميركي قد اعطي ضمانات قاطعة للبنان بتدخل واشنطن لمنع اي هجمات او ضربات اسرائيلية على لبنان، واعتبر ان تبنِّي واشنطن مسألة اعطاء ضمانات مؤكدة، يتعلق بانتظار المراحل الاخيرة من تنفيذ قرار نزع السلاح، والتأكد من انجاز القرار فعليا، وهذا يتطلب مزيداً من الوقت والتحقق ميدانيا، مما تم القيام به، مذكراً بأن حزب الله مايزال يرفض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاحه، ويسعى الى الالتفاف عليه، بحجج وذرائع وهمية، ما يؤشر الى وجود نوايا مبيتة للحزب من ورائه.
ويؤكد ان الاسراع بقيام الجيش اللبناني في عملية نزع سلاح الحزب، يساعد كثيراً الولايات المتحدة في ممارسة ضغوطها لحمل اسرائيل على المباشرة بانسحابها من التلال الخمس جنوباً، والالتزام بتنفيذ مايتوجب عليها باتفاق وقف النار وتنفيذ القرار 1701.
ويشير المصدر الى ان تطعيم لجنة مراقبة وقف النار «الميكانيزم»، بمدني من قبل لبنان واسرائيل والتفاهم على تفعيل اجتماعات اللجنة بوتيرة مرتفعة، يساهمان في تحقيق نقلة نوعية، لتسريع مسار كشف ما تبقّى من مواقع ومراكز تخزين سلاح الحزب، ويسهِّل مهمة الجيش اللبناني في مصادرتها او وضع اليد عليها، لافتاً الى ان الاجتماع الاخير للجنة، اعطى انطباعاً ايجابياً لدى كل الاطراف المشاركة، استناداً الى جدية النقاشات التي جرت، والتي انعكست بجانب منها، الى خفض حدة التصعيد الاسرائيلي بشكل عام.




