كتب ريشار حرفوش في “نداء الوطن”:
في أقلّ من أربعٍ وعشرين ساعة، عاد السفير الأميركي ميشال عيسى إلى عين التينة، في تكرار لافتٍ لا يحدث عادةً في الزيارات البروتوكولية العادية، فالزيارة الأولى التي قام بها الأربعاء، جاءت برفقة وفد من مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان (ATF)، أمّا زيارته الثانية يوم أمس الخميس، فكانت منفردة، واستمرّت لقرابة ساعة خرج بعدها من دون الإدلاء بأيّ تصريح، هذا التسارع في الوتيرة، يشي بأن ثمّة مشروعًا أميركيًا قيد الحياكة يستدعي متابعة دقيقة وإجابات سريعة عن أسئلة طُرحت في اللقاءات السابقة، ما فتح باب التساؤلات حول ما يحصل فعليًا في الكواليس.
وبحسب مصادر خاصة بـ “نداء الوطن” متابعة لهذه اللقاءات في عين التينة، فإن الاجتماع الأخير بين الرئيس نبيه بري والسفير عيسى “كان إيجابيًا”.
إضافةً إلى أن ما قاله الرئيس بري للسفير، يتمثل في أنه “خلال أسبوعين سيكون قد تمّ تنفيذ 100 % من بنود اتفاق وقف إطلاق النار من الجانب اللبناني”، أضاف بري: “ننتظر تطبيق الجانب الإسرائيلي للاتفاق”.
وقد كان السفير متجاوبًا مع طرح الرئيس بري، ووعد بنقل الصورة من بيروت إلى واشنطن، بحسب المصادر الخاصة.
كما اعتبر بري أن “الجيش اللبناني نفذ 90 % من بنود اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة جنوب الليطاني، وسيُنجز ما تبقى بشكل تام مع انتهاء العام الحالي”.
وشدّد بري أمام من التقاهم في عين التينة على أن “القانون الانتخابي الحالي نافذ، والانتخابات لن تحصل إلّا وفقًا للقانون النافذ”.
في المقابل، استبعدت مصادر إعلامية عبر “نداء الوطن” أن يكون للّقاء الثنائي يوم الخميس أي علاقة بالاجتماع المشترك مع وفد ATF، مؤكدةً أن موعد اللقاء كان مُدرجًا مسبقًا على جدول أعمال عين التينة.
وكان السفير عيسى قد شدّد في زيارته السابقة لعين التينة على أن إسرائيل تفصل بين مفاوضاتها مع الدولة اللبنانية وبين حربها ضد “حزب اللّه”، معتبرًا أن المسار الحالي يهدف إلى بلوغ حلّ تفاوضي، كما أكّد استمرار المساعدات الأميركية للجيش اللبناني.
وفي ما يخصّ زيارة قائد الجيش إلى واشنطن، أوضح عيسى أنها لا تزال قيد الإعداد، وأن لقائد الجيش رسالة يرغب في نقلها مباشرةً إلى المسؤولين الأميركيين.
أما بشأن استلام الجيش اللبناني منطقة جنوب الليطاني، فأشار السفير إلى أن الأميركيين بانتظار قرار حكوميّ واضح، معتبرًا ذلك “خطوة إيجابية”، مضيفًا أن على “حزب اللّه أيضًا القيام بما هو مطلوب منه في هذا الإطار”.
إذًا، مع تزايد وتيرة الحراك الدبلوماسي الأميركي في بيروت، تبدو الساعات المقبلة مفتوحة على احتمالات عدّة، فزيارة عيسى المزدوجة إلى عين التينة لا تبدو تفصيلًا عابرًا، بل حلقة ضمن مسار تتقاطع فيه الحسابات الأميركية واللبنانية والإقليمية، وما ستكشفه الأيام المقبلة خصوصًا بعد استكمال المعطيات المنتظرة قد يرسم ملامح مرحلة سياسية جديدة.




