كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
منذ إعلان تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة الميكانيزيم، انطلق حراك ديبلوماسي جديد في بيروت تحت عنوان كيفية ترتيب مرحلة التفاوض مع الإبقاء على أهمية تحصين البلاد وإبعاد شبح الضربات الإسرائيلية عنه.
لم تمرّ فترة طويلة على الحراك المصري وعلى زيارات وفود خارجية تستطلع وتضع نفسها بتصرف اي عمل يقود نحو مسعى معين يجنب التصعيد.
ومؤخرا، حضر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للتحضير للإجتماع التمهيدي لمؤتمر دعم الجيش وتأكيد دور فرنسا المتجدد في دعم لبنان.
ما هو ثابت اليوم في هذا الحراك هو الاتصالات التي باشر بها السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى والمرحلة الجديدة بعد تعيين كرم، في حين يبقى الموعد المتداول بشأن تسليم السلاح نهاية العام الحالي هو مهلة زمنية حددها العدو الإسرائيلي إعلاميا.
هذه المهلة بدأت تضيق ولا يبدو ان هناك فرصا اضافية باستثناء ما قد يحصل من تطورات على صعيد الدفع في اتجاه واقع تسليم السلاح، وهذا ما يثير هواجس من خطوات التسليم بالقوة وما قد يفرز عنها من انعكاسات او تداعيات على الساحة اللبنانية، خصوصا اذا ما استمر الضغط على السلطة السياسية.
اما هذه السلطة فلا تزال على موقفها القائل ان لا سلطة فوق سلطة الدولة والجيش يستكمل تنفيذ مهمته في حصرية السلاح، لكن مصادر سياسية مطلعة ترى عبر «اللواء» ان تطور عمل الميكانيزيم وفتح النقاش السياسي والتقني داخل اجتماعاتها بحضور السفير السابق كرم لن يحصل في مرة واحدة،بل ان هناك مجموعة لقاءات ستحصل في المستقبل لوضع اسس محددة والبدء بالدخول في تفاصيل معمقة قد تتناول ملفات اساسية من الترسيم الى غيره، إنما هذا التطور والذي يمهد للتفاوض يتطلب نوعا من الضمانات لاسيما من الجانب الإسرائيلي بشأن الانسحاب من التلال الخمس، وقد يبدو الحديث عن خطوة مقابل الخطوة حاضرا في الإجتماعات وبالطبع قد زود السفير كرم بمجموعة توجيهات رئاسية تتصل بالتعاطي، على ان يكون الإجتماع المرتقب اكثر غوصا في بعض المسائل اللبنانية وآليات العمل في سياق التفاوض قبل الوصول الى المرحلة المطلوبة ويبقى الاساس دائما وقف النزاعات بعدما اعلن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان لبنان تعب من الحروب، مشيرة الى ان التفاوض لا يزال في بدايته ولا يعني التطبيع بطبيعة الحال، فهذه العبارة تشتمل على علاقات سياسية واقتصادية وثقافية كاملة.
وبالنسبة الى موعد التاسع عشر من كانون الاول الجاري فلا يزال قائما ويتم ترتيب مواضيع البحث، ومواصلة هذه الإجتماعات وفق المصادر نفسها تدفع في اتجاه طرح ملفات كبرى مثل الحدود والأمن وغير ذلك، وتعتبر في مجال اخر ان المسألة مناطة بسير النقاش وكيفية سلوك هذه المواضيع لأن التفاوض يجب ان يُبنى على اسس وقواعد معينة بهدف الوصول الى النتائج المتوخاة وإن استغرق ذلك بعض الوقت. وتلفت الى ان مسألة إبعاد شبح الضربات الإسرائيلية عن لبنان ليست مؤكدة الا بشرط تدخل اميركي على اعلى المستويات، في الوقت الذي يجول فيه السفير الأميركي مستمعا وحاضا على التطبيق الفوري لبسط السيادة وتقدم الجيش في هذا المبدأ ، في حين تتحدث المعطيات عن عدم وجود موعد حاسم للإنتهاء من خطة الجيش لحصرية السلاح.
وماذا عن الخشية من اي مواجهة داخلية؟ تقول المصادر نفسها أن هذا السيناريو مستبعد مع أن عملية تسليم السلاح في شمال الليطاني لن تكون بهذه السهولة، وتفيد أن لبنان يدخل في الاسبوع المقبل مرحلة الأعياد وأن بروز معطيات تتصل ببت ملف تسليم السلاح ليس واضحا في ظل كلام حزب الله الرافض لهذا الخيار، اما اذا كان الامر متعلقا بما ترسو اليه نقاشات لجنة الميكانيزيم واتخاذ قرار بتدخل قوى تؤازر الجيش في مهمته فهو غير مطروح والسلطة السياسية هي من تكلفه بذلك، ويبقى موضوع التفاوض تحت النار سبناريو محببا لدى اسرائبل التي تسعى دائما الى فرض شروطها، ومن هنا فإن دور السفير كرم سيكون محوريا في تثبيت مطالب لبنان قدر الإمكان.
قد تكون هذه المرحلة من اكثر المراحل دقة التي تمرُّ على البلاد التي يترنح فيها لبنان، بين ضغوط أمنية واقتصادية ويسعى الى تثبيت قدرته على بناء الدولة ومؤسساتها.
أخبار متعلقة :