أكّدت النائب ستريدا جعجع أن “الكلمة التي ألقاها رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع في المؤتمر العام الأوّل للحزب لم تكن مجرّد افتتاحية سياسيّة للمؤتمر، بل كانت تحديداً دقيقاً لموقع الأزمة الوطنية وطبيعة المرحلة التي يدخلها لبنان، وقد وضع خريطة طريق واضحة لا تترك مجالاً للإلتباس: لبنان اليوم أمام معركة وجوديّة والوضع لم يعد قابلاً للمسايرة أو تدوير الزوايا”.
وشددت على ان “توصيف رئيس الحزب للواقع خلال كلمته لم يكن توصيفاً ظرفياً، بل تشخيص بنيوي لأزمة الدولة: غياب القرار الشجاع والواضح والصريح والمباشر، استمرار وجود السلاح غير الشرعي، وانعكاس ذلك كلّه على الاقتصاد والمؤسسات. وكلّ انهيار مالي، وكلّ شلل في الإدارة، وكلّ فراغ سياسي هو نتيجة مباشرة لهذا الواقع الشاذّ”. وقالت: “المطلوب اليوم إعلان سياسي واضح وصريح، لا يحتمل اللبس، يضع تنفيذ قرارات 5 و7 آب في صلب أولويات الدولة”.
واعتبرت النائب جعجع أنه “وفي موازاة المعركة السيادية، تبرز معركة لا تقلّ خطورة وأهميّة، وهي: تعطيل قانون الانتخاب ومحاولة منع اقتراع اللبنانيين المقيمين خارج لبنان. من هنا كانت رسالة الحكيم لرئيس مجلس النواب لقول الأمور كما هي: تجاوز للدستور، وانحراف عن روح النظام الداخلي للمجلس، ومحاولة ممنهجة لتطيير تصويت اللبنانيين في الخارج. فما يقوم به الرئيس نبيه بري ليس نقاشاً دستورياً ولا تقنياً، بل تعطيل موصوف هدفه واحد: تطيير الانتخابات أو تفريغها من مضمونها”، مشيرةً إلى أن “تجاهل اقتراح قانون معجّل مكرّر، وتحويل مشاريع الحكومة المعجّلة من لجنة إلى أخرى، ليست خطوات عبثية، بل آليات مدروسة لرسم نتائج الانتخابات قبل حصولها. ونحن لن نقبل بذلك”. وقالت: “لن نقبل أن يُصادر حق اللبنانيين المقيمين في الخارج في الانتخاب تحت حجّة الوقت أو اللجان أو التقنية. فالمسألة سياسية بالكامل، والفارق واضح بين فريق يريد الدولة، وفريق يريد استمرار المنظومة والسلاح والفراغ”.
ورأت النائب جعجع أن “اللحظة الراهنة هي اختبار للدولة وللسلطة: إمّا أن تثبت قدرتها على تنفيذ قراراتها والدفاع عن دستورها، وإمّا أن تترك اللبنانيين في مواجهة الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية. وفي الحالتين، لن نقبل كحزب أن يبقى الشعب اللبناني رهينة السلاح وتعطيل المؤسسات”.
وختمت: “اليوم، وبعد الكلمة الواضحة والجرئية لرئيس الحزب، يصبح دورنا مضاعفاً: أن نواجه التعطيل من دون مسايرات، وأن نحمي السيادة، ونضمن حق اللبنانيين في الانتخاب، ونثبت مجدداً أنّ “القوّات اللبنانية” ليست حزباً يعاين الانهيار بل حزب يقود مشروع الخلاص الوطني. إنّ لبنان الذي نناضل من أجله هو لبنان الدستور والكيان والحرية وليس لبنان الفوضى واللادولة والدمار والخراب والحروب. وهذه ليست معركة حزب، بل معركة شعب يرفض الاستسلام، وسنخوضها حتى النهاية”.
كلام النائب جعجع جاء خلال ترؤسها اجتماع لرؤساء مراكز حزب “القوّات اللبنانيّة” في قضاء بشري، في حضور النائب السابق جوزيف اسحق.
وقد تباحث المجتمعون في ملفات اجتماعيّة وتنظيميّة داخليّة عدّة، كان أبرزها ملف الإنتخابات النيابيّة المقبلة.




