في يومٍ يُنتظَر أن يُسجَّل في الذاكرة الوطنيّة والروحيّة، يستعدّ لبنان غداً الثلاثاء لاستقبال الحدث الأكثر ترقّباً هذا العام، مع القدّاس التاريخي الذي سيُقام بحضور قداسة البابا لاوون الرابع عشر، في زيارة تحمل أبعادًا تتجاوز الطقسيّ إلى الرمزيّ والوطنيّ والإنسانيّ.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس مجلس إدارة ICE International Events السيّد شادي فيّاض أنّ “العدّ العكسي بدأ بالفعل، وكل فريق العمل بات جاهزًا لإعطاء أحلى صورة عن لبنان أمام العالم”. وأشار إلى أنّ التحضيرات اللوجستية والتنظيمية وصلت إلى مراحلها النهائية، من تجهيز الساحة، إلى ضبط حركة الدخول، إلى التفاصيل التقنية التي ستضمن نقلًا عالميًّا يصوّر لبنان كما يستحق.
تحضيرات استثنائية لحدث استثنائي
منذ ساعات الصباح الأولى، تعمل الفرق المتخصّصة على وضع اللمسات الأخيرة على المسرح الضخم المخصّص للقدّاس، إلى جانب تجهيز المسارات التي سيعبرها موكب قداسة البابا، وتنسيق مواقع الحضور والإعلاميين، في مشهد غير مسبوق منذ سنوات طويلة.
ويتوقّع أن يشارك أكثر من مئة ألف من اللبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق في هذا الحدث الجامع، الذي يحمل شعار “السلام” ؛ وطوبى لفاعلي السلام!
الشعار الذي شدّد فيّاض على أنّه “ليس تفصيلاً ولا مجرّد كلمة، بل رسالة يوجّهها لبنان إلى العالم في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها”.
صورة حضاريّة… رغم التحدّيات
وفي ظل ما يمرّ به لبنان من أزمات، أكد فيّاض أنّ اللبنانيين ما زالوا قادرين على إظهار أجمل ما لديهم من حضارة واستقبال وتنظيم، مشيدًا بالتعاون الإيجابي بين الجهات الرسمية والكنسية والمدنية كافة. وقال: “نجاح هذا الحدث هو نجاح للبنان كلّه، وهو دليل جديد على أنّ بلد السلام قادر على النهوض مهما اشتدّت الصعوبات”.
لحظة ينتظرها الوطن
غداً، ستتّجه الأنظار إلى لبنان، ليس فقط بصفته محطة على روزنامة زيارات بابوية، بل كبلد يصرّ على الاحتفاء بالسلام وعلى التأكيد من جديد على دوره التاريخي في العيش المشترك والانفتاح.
إنه يوم يحمل رمزيّة كبرى… يوم يكتب فيه لبنان صفحة جديدة من الضوء.
