أخبار عاجلة
إليكم حال الطّرقات الجبليّة -
الشرع يكشف عن “هدية سعودية” للمسجد الأموي -
تالون يؤكد: محاولة انقلاب فاشلة! -
عام على انهيار بيت العنكبوت -
لبنان يسابق التصعيد… وترامب على خط التهدئة؟ -

يومٌ مجيدٌ للمسيحيين: زال كابوس “البعث”

يومٌ مجيدٌ للمسيحيين: زال كابوس “البعث”
يومٌ مجيدٌ للمسيحيين: زال كابوس “البعث”

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

غاب آل الأسد عن المشهد السوري واللبناني. من حكم سوريا ولبنان بالحديد والنار إاختفى من المشهد السياسي. لقد دخل يوم 8 كانون الأول 2024 التاريخ وبات يُصنف في قاموس السوريين واللبنانيين يومًا مجيدًا.

لم يسلم أي مكوّن من المكونات في سوريا ولبنان من إجرام آل الأسد وبطشهم. المسيرة التي بدأت مع الرئيس الراحل حافظ الأسد واستكملها نجله بشار زرعت في كل منزل وعائلة ومنطقة أذى وجرحًا من الصعب أن يندمل.

عانى الجميع من الأسد، لكن معاناة مسيحيي لبنان كانت الأشدّ إيلامًا، وهم من أخذوا على عاتقهم المواجهة، بينما القادة من بقية الطوائف في فترة من الفترات كانوا متعاطفين مع نظام “البعث”. وعلى رغم تلك الاصطفافات، دفعوا ثمنًا باهظًا من اغتيال كمال جنبلاط مرورًا بالمفتي حسن خالد وصولًا إلى رفيق الحريري.

دخل نظام الأسد لبنان تحت لواء قوات الردع العربية، وبعد فترة قصيرة ونتيجة المتغيرات الإقليمية والدولية، تحوّل إلى قوّة إحتلال دكّت المناطق المسيحية واللبنانية بالقذائف والصواريخ وأحدثت دمارًا هائلًا وسقط آلاف الشهداء. ولم يكن “اتفاق الطائف” الذي وقع عام 1989 بداية نهاية المآسي المسيحية واللبنانية، بل حرب الخليج ومشاركة الأسد في القوات الدولية لتحرير الكويت من غزو العراق، عوامل ساهمت في إحداث صفقة أميركية – سوريّة سلّمت بموجبه واشنطن حكم لبنان إلى الأسد.

لم تكن المرحلة الممتدّة من عام 1990 إلى 2005 سهلة على المسيحيين، عمل السوري على اضطهادهم وإبعادهم عن الحكم وسجن ونفي قياداتهم، وسط وجود مئات الشباب في المعتقلات اللبنانية والسورية، وتواطؤ الحكم اللبناني مع السوري زاد إمعانًا في ضرب المكوّن المسيحي.

قاد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير المعارضة الشرسة واصطفت حوله شخصيات وأحزاب لقاء قرنة شهوان، وها هو لبنان يتحرّر من الاحتلال السوري عام 2005، من ثمّ تحرّر نهائيًا في 8 كانون الأوّل.

دفع المسيحيون الثمن الأكبر من التصدّي للاحتلال السوري، وعلى رغم محاولة تيارات مثل “التيار الوطني الحرّ” و”المرده” وبعض الشخصيات تلميع صورة الأسد بعد 2005 والتحالف معه، إلا أن الوجدان المسيحي يعتبر نظام الأسد عدوًا إلى أبد الآبدين.

طار نظام الأسد وما تزال عقليته مسيطرة على لبنان، وأحد التحديات الأساسية للدولة اللبنانية قبل غيرها اجتثاث “البعث” من السلطة وإدارة الدولة. صحيح أن هذا النظام سقط لكن روحيته وعقليته لا تزالان حاضرتين في الدولة وإداراتها.

ويقف المكوّن المسيحي أمام تحدّ تاريخي جديد. الأسد لم يعد موجودًا في سوريا وهناك نظام جديد يتكوّن، والتحدّي الأول هو كيفية صوغ علاقات من دولة إلى دولة. ولعلّ النضال التاريخي المسيحي هو لبناء دولة، وتعتبر الفترة القصيرة التي ناصر فيها المسيحيون عبر “التيار الوطني الحرّ” دويلة “حزب الله” استثنائية في المسيرة المارونية والمسيحية، فالمسيحي دائمًا كان إلى جانب مشروع الدولة.

وإنطلاقًا مما حدث في سوريا في 8 كانون الأول الماضي، يقترب الحلم المسيحي من التحقق، فأحد أبرز معاناة المسيحيين هي في النظام الذي كان يحكم سوريا، فهو يعتبر لبنان أرضًا مسلوخة عنه، أما مع الحكم الجديد، فهناك بوادر إيجابية أبرزها حلّ المشاكل التاريخية بالحوار ورغبة النظام الجديد في دمشق بترسيم الحدود مع لبنان وهو الذي اعترف بنهائية الدولة اللبنانية منهيًا كل الأوهام الماضية حول ضمّ لبنان.

ويعتبر هذا الأمر تطورًا تاريخيًا على صعيد العلاقات اللبنانية – السورية وينهي مرحلة من الأزمات والنكبات. وسقطت كل التخويفات التي حاول بثها محور “الممانعة” من إسلامية النظام في سوريا وضربه المسيحيين، إذ إن هذا النظام يشق طريقه نحو العالم الحرّ ويسير وفق الخطة المرسومة.

وبمجرّد سقوط نظام الأسد، باتت أبواب عودة النازحين السوريين مشرّعة، وقد عاد قسم كبير منهم، ويحتاج الموضوع إلى متابعة، بعدما كان هذا الملف يخيف المسيحيين وسط الحديث عن توطينهم في لبنان.

سقط الأسد وبقي المسيحيون ولبنان، والأهمّ هو كيفية التعامل مع النظام الجديد في سوريا وملاقاة حسن النوايا. ولم يتطلّع المسيحي يومًا إلى إقامة علاقات ثنائية، بل العلاقة الوحيدة يجب أن تكون عبر الدولة، واحترام النظام السوري للدولة اللبنانية يعني وصول المسيحيين إلى مبتغاهم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارجاء جلسة لجنة المال والموازنة
التالى مداولات الميكانيزم: إشادة بالجيش وترحيب بتعيين السفير كرم