أخبار عاجلة
لبنان على المحك وسلاح “الحزب” في مهب القرار -
ماكرون طالب سلام بإقرار قانون الفجوة المالية -
ترامب – نتنياهو: رأس “الحزب” على الطاولة -
الحجار: الانتخابات ستُجرى في موعدها -
تصعيد “الحزب” يربك مساعي تحييد لبنان عن الحرب -
لبنان يطوي 2025 على تحوّلات سياسية مفصلية -

عودة خليجية تزيّن موسم الأعياد

عودة خليجية تزيّن موسم الأعياد
عودة خليجية تزيّن موسم الأعياد

كتبت زيزي إسطفان في “نداء الوطن”:

منذ بضعة أسابيع كانت نغمة الحرب تتردد على كل شفة وكانت الخشية من ضربة كبيرة سيفًا مصلتًا لا فوق رؤوس اللبنانيين وحدهم بل كل من يحب لبنان ويتوق إلى زيارته. المؤشرات كانت توحي بالسلبية ولم يكن أحد يجرؤ على التفكير بموسم أعياد واعد. فجأة بدا وكأن الغيوم “زاحت” عن سماء لبنان وتراجعت طبول الحرب تاركة مكانها فسحة أمل افتتحها البابا لاوون الرابع عشر بزيارته. تغير المشهد واشتعلت الأجواء فرحًا وهبت هجمة اغترابية وخليجية غير مسبوقة نحو لبنان وحلت بركة الميلاد على البلد الغارق بالشكوك.

معجزة أم فقاعة؟ لا أحد يمكنه الجزم بما ستؤول إليه حال البلاد لكن ما هو أكيد أن موسم الأعياد استقطب أعدادًا غير متوقعة من المغتربين وكذلك من السياح العرب وعلى الأخص الخليجيين بعد فترة انقطاع وتردد. تبدلت الصورة في الأسبوعين السابقين لفترة الأعياد مع انتعاش فكرة المفاوضات وتراجع ضغط الحرب وكان هذا كافيًا ليعود لبنان الوجهة السياحية المفضلة عند العرب والحضن الدافئ لأبنائه المنتشرين في كل أصقاع الأرض.

 

 

أكثر من 80% وصلت نسبة ملاءة الفنادق في بيروت وفق ما يؤكده نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر من جنسيات مختلفة: سوريون، أردنيون، عراقيون ومصرييون أما المفاجأة فكانت وجود الكويتيين والقطريين والإماراتيين وإن بأعداد أقل. الكويتيون لم ينقطعوا عن لبنان حتى في أسوأ الأحوال، أما القطريون فحضورهم لافت وهم بين الأكثر حضورًا حاليًا مع حضور إماراتي مقبول جدًا وغياب لا يزال مستمرًا للسعوديين. أما خارج بيروت فقد وصلت نسبة الملاءة إلى 60 % والنسب إلى تصاعد مستمر لا سيما في بيروت وجبل لبنان.

“خلال ثلاثة أيام تغير الوضع” يؤكد الأشقر، “فلبنان وجهة سياحية قائمة ولديها كل المقومات للنجاح المغتربيون كما الأشقاء العرب تواقون للمجيء إذا أعطيناهم أمنًا واستقرارًا ولو هشًا، والدليل أنهم توجهوا إلى لبنان حين تأجلت الضربة. وقد ساعد في جذبهم المجهود الذي وضعته كل المناطق والبلدات في لبنان للاحتفال بأروع طريقة بعيدي الميلاد ورأس السنة وهذا ما أظهر للخارج أنه رغم أخبار القصف اليومي، يتابع لبنان حياته بزخم وفرح. كذلك ساهمت الفيديوات الترويجية التي يطلقها المؤثرون على مواقع التواصل في نقل أجواء الاحتفالات إلى الخارج”.

من جهته يؤكد جان عبود نقيب أصحاب وكالات السياحة والسفر، أن ما يشهده لبنان في فترة الأعياد هو ظاهرة إيجابية جدًا وثمة خمس إلى ست طائرات يوميًا تحط في مطار رفيق الحريري الدولي قادمة من دبي وأبو ظبي و2 أو 3 من الكويت والدوحة. ويتبين من الإحصاءات أن أكثر من 25 % من الوافدين هم من الإماراتيين، وهذه ظاهرة مفاجئة لكن النسبة الأعلى من القادمين تبقى للمغتربين. هذه المؤشرات لم يشهدها لبنان منذ خمس سنوات، وهي تبشر بالخير لأن مجيء الخليجيين بشكل خاص يدفع بكل العجلة الاقتصادية ويجعل مساهمة السياحة في الدخل القومي أعلى، لأن فترة إقامتهم في لبنان أطول وإنفاقهم أكثر بأضعاف من غيرهم. في بداية شهر كانون الأول كان التردد لا يزال قائمًا سواء من الخليجيين أو اللبنانيين وكانت إشاعات الحرب تملأ الشاشات والتحليلات، لكن حين بدا أن المسار التفاوضي أخذ مجراه، توجه هؤلاء نحو لبنان وبعد أن كان عدد الرحلات نحو مطار رفيق الحريري الدولي حوالى 52 في اليوم، ارتفع العدد إلى 73 وازداد عدد الوافدين من 10000 يوميًا إلى 18000 أو 20000 راكب وازداد عدد الرحلات الإضافية حوالى 25 % نظرًا لازدياد الطلب .

“الخليجيون يؤكد النقيب عبود لديهم ميل عاطفي تجاه لبنان، ومنذ بداية عهد الرئيس جوزاف عون بدأت تظهر ثقة عربية بلبنان وانعكست النتائج السياسية على السياحة. لكن لا يزال لبنان السياحي ينتظر أبواب الفرج السعودية رغم رضى المملكة عن التعامل الأمني الذي تجلى في نقاط عدة، منها الكشوفات التي صارت على طريق المطار. وقد أثبت الموسم الحالي أنه بوجود الاستقرار فإن مؤشر عودة الخليجيين إلى ارتفاع وسيزداد حضورهم في كل مناسبة، خاصة أن لبنان يقدم تعددية سياحية قلما يجدها السائح الخليجي في أي بلد آخر”.

 

 

إيلي رزق رئيس تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية يحلل ظاهرة الهجمة الخليجية إلى لبنان قائلًا: “إن دول الخليج تعتبر أن رئيس الجمهورية كما الحكومة هم أصدقاء ولم يعد هناك هاجس الحكومة الموالية لإيران، وهذا ما سمح للجنسيات العربية بالمجيء في انتظار عودة السعوديين. اللجان الأمنية الخليجية ومن ضمنها السعودية التي زارت لبنان رفعت تقارير إيجابية، ورسمت للخليجيين الذين يرغبون في التوجه إلى لبنان خط سير من بيروت اإلى الأشرفية وجبل لبنان. وقد بات على الخليجيين الراغبين بالحضور أن يملأوا استمارة في بلدانهم يحددون فيها الفندق والمنطقة التي سيقيمون فيها، أما بالنسبة إلى السعوديين فيجب أن يكون لديهم سبب قاهر لزيارة لبنان. وهذا ما ساعد في تبديد الخوف إذ يدركون أنهم في مناطق آمنة. والذين قدموا في الصيف إلى لبنان عكسوا ردات فعل إيجابية مشجعة. واللافت أن جيل الشباب متحمس جدًا للقدوم إلى لبنان نظرًا لكل المقومات التي يجدونها هنا من الاستقبال إلى المأكولات وأماكن السهر والترفيه والأسعار.

يضيف رزق: “حين توجه الخليجيون إلى تركيا لم يستقبلوا بالترحاب وصادفوا مشاكل متعددة، أما في لبنان فالترحيب بهم نابع من القلب ولا عائق في اللغة أمامهم، كما أن لبنان متميز دائمًا بخدماته السياحية الخلاقة ومطبخه المعروف وبالتوازن المدروس بين النوعية والسعر، الأمر الذي لم يعد يجده الزائر الخليجي في الخارج. وما تشهده البلدات اللبنانية اليوم من احتفالات بالأعياد يجعلها سباقة عالميًا. ولا شك أن المردود السياحي لمجيء الخليجيين يفوق بأضعاف مردود غيرهم من الجنسيات العربية مثل العراقيين والمصريين”.

 

لا شك أن كل الأسباب التي ذكرت سابقًا ساهمت في عودة الخليجيين إلى لبنان لكن لا يمكن إلا أن نقف عند الجهود التي بذلتها البلدات اللبنانية في إعطاء صورة مشرقة عما يحدث في لبنان، معاكسة لما يشاهده هؤلاء على نشرات الأخبار من مشاهد سوداوية.

البترون أحدثت حضورًا سياحيًا بارزًا، وصلت ارتداداته إلى كل الدول العربية، حتى المنظمون أنفسهم لم يتوقعوا أن تثير حملة البترون “عاصمة الميلاد” كل هذا التفاعل سواء في الواقع أو في العالم الافتراضي. ميشال مرشاق رئيس لجنة: “البترون عاصمة الميلاد”، يشرح أن كل القيمين على هذا المشروع الخلاق أرادو جعل البترون تنافس أشهر أسواق الميلاد في أوروبا. من هنا تم توزيع سبع نقاط جذب على أحياء مختلفة من البترون لتكون المدينة كلها في حالة احتفال ولتوزيع زحمة الزوار على مناطق مختلفة. ويقول مرشاق لقد دعونا مؤثرين خليجيين، وقد لبوا الدعوة وصوّر أحد المؤثرين الكويتين فيديو في البترون لاقى تفاعلًا قويًا في الخليج. كذلك ساهمت تغطية المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية لحفل إضاءة الشجرة في إيصال الصدى إلى الكويت والبحرين والإمارات وقطر. ونلاحظ وجود هذه الجنسيات في المطاعم كما في بيوت الضيافة وفي القدرة الشرائية للزوار، حتى أن شركات السفر والسياحة قد أدخلت المدينة ضمن برنامجها السياحي كنقطة جذب أساسية. وقد ساهم تعاون الشركات الخاصة مع بلدية البترون وLebanese Diaspora وأهل البترون في إنجاح هذا الحدث الذي تحول إلى ظاهرة سياحية نجحت في وضع لبنان في قلب الحدث السياحي وأعطت زخما لموسم الأعياد انعكس على مناطق لبنانية أخرى.

للمرة الأولى عمت القرى الميلادية مناطق لبنانية مختلفة وتنافست البلدات في ابتكار أجمل زينة ضوئية وأكبر شجرات الميلاد التي نافست أوروبا وأميركا باعتراف الكثير من المغتربين الوافدين. في جونية وجبيل كما في زحلة وشتورا وفي بكاسين وصور ارتفعت الزينة الميلادية بمبادرة من البلديات المنتخبة والمتحمسة لإظهار رغبتها بالعمل والتنمية ومن جمعيات المجتمع المدني كما من بعض القوى السياسية. ولم يمنع ما أثير من جدل حول مشاركة الطوائف المسلمة بالاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة الزوار من كل الطوائف ومن البلدان العربية المحيطة من الاستمتاع بفرحة الأعياد وأجوائها المليئة بالحياة التي قدمتها البلدات اللبنانية بأجمل صورة وبالترحيب الصادق بكل زوارها رغم صدى المسيّرات في العاصمة وضواحيها بشكل يومي وأنباء الاستهدافات في المناطق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الحجار: الانتخابات ستُجرى في موعدها
التالى الشبيبة وجهًا لوجه مع البابا: السيادة قبل الخبز والماء