موقع دعم الإخباري

«يوم الدبس» في راشيا جامع

كتب عامر زين الدين في “الأنباء”:

ليس «يوم الدبس»، الذي يصادف اليوم، يوما عاديا في بلدة راشيا بالبقاع الغربي، حيث يحل هذه السنة بعد تحضيرات كبيرة قامت بها البلدية، بالتعاون مع فعاليات البلدة ومؤسساتها لإنجاح هذا النشاط الذي يمثل حنينا للماضي، اذ يجمع بين التراث والتاريخ والفرح. وإيذانا بذلك تم رفع أكبر علم لبناني يظلل السوق الأثري القديم للبلدة.

وفيما تدخل المهرجانات والأنشطة اللبنانية مراحلها الختامية الأخيرة لهذه السنة مع ولوج فصل الخريف، يبقى للإنتاج الموسمي في هذا الوقت نكهته الخاصة. ويشكل العنب الحصة الأكبر على هذا المستوى، باعتبار بلدة راشيا ومنطقتها تعتمد على هذا الموسم كواحد من ركائز الزراعة، ومصدرا أساسيا للرزق بالنسبة إلى العديد من العائلات التي لاتزال تعتاش من أراضيها وبساتينها. ولعل وجود معاصر العنب بكثرة، يؤكد على الاهتمام الاستثنائي بهذا الصنف من الفاكهة.

في موازاة الأنشطة التي تدخل ضمن أهداف تعزيز السياحة للبلدات اللبنانية، جاءت «السياحة الزراعية» كمشروع تكاملي يسهم في الوصول إلى النتائج المتوخاة، خصوصا بالنسبة إلى القرى والبلدات اللبنانية التي تحتضن معالم أثرية وتاريخية وتراثية، ولتسويق المواسم الزراعية، كحال راشيا، التي تمثل صورة تعكس واقع البلدات والحياة اللبنانية المعيشة.

رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي يولي نشاط «يوم الدبس السابع» الاهتمام الكبير، نظرا إلى كونه أصبح حدثا مميزا على صعيد لبنان، ولحجم المشاركين فيه من مناطق عدة. واعتبر في تصريح لـ «الأنباء» ان «البلدة تراثية وسياحية بامتياز بما تحويه من معالم، أبرزها القلعة الأثرية والسوق الاثري والكنائس وجبل حرمون، إضافة إلى العناصر التي تعطي زخما أكبر للنشاط الحافل والهادف إلى الحفاظ على هذه المحطة سنويا، وذلك بعد تطور الحضور اللبناني المشارك بها كل سنة، لتعزيز السياحة وتسويق الانتاج للمنتوجات من مواسم البلدة».

وأضاف «منذ 85 عاما والبلدة تشتهر بصناعة دبس العنب، ومعاصرها تنتج الدبس بأعلى جودة، إضافة إلى دبس التفاح وبقية المنتوجات البيتية والمجففات الصحية، وصولا إلى العسل الذي تشتهر به البلدة، لاسيما من نوعي الشوكيات والزهرية، بوجود أكثر من 60 نحالا يعملون في هذا القطاع. عدا الحرفيات والخزفيات ضمن المعارض الموجودة، والمدافئ الشتوية التي تشتهر بها البلدة أيضا بوجود 10 معامل للصوبيات، ولاتزال تحافظ على العمل اليدوي الأصيل، وصناعة الفضة التي مضى عليها أكثر من مئة عام».

بدوره، شرح رئيس جمعية «راشيا آند بيوند» نزار مهنا التحضيرات المهمة، بحيث «سيكون اليوم الأحد عرسا للفرح، بوجود مجموعات كبيرة من الزوار من مختلف المناطق، ليطلعوا على الأسواق والأحياء التراثية والكنائس والقلعة، حيث سيقام فيها معرض للصور ومقابل جبل حرمون والمعارض وسوى ذلك».

وأضاف «على وقع عزف الفرق الموسيقية ألحان لبنان والأغاني الوطنية، ستكون ثمة زيارات لعناصر النشاط الأساسية في البلدة، فيما فكرة يوم الدبس جاءت قبل 7 أعوام، للإضاءة على أهمية انتاج الدبس واظهار اسم راشيا وتاريخها وعراقتها».

من يقصد البلدة لمتابعة التحضيرات يرى «ستاندات» موزعة على طول الطرق، معروضة فيها المنتوجات البلدية والمربيات وسوى ذلك. وفي هذا السياق قال المشارك محمود سليمان «النشاط مهم لنا كمزارعين، لأننا نجد فيه فرصة لتسويق منتوجاتنا المنوعة، مثل دبس العنب ودبس الرمان ورب البندورة والعسل».

وتابع «نشجع المواطنين للعودة إلى الأرض لأنها المكان الصحيح للإنسان، وهي ضرورة خاصة في مناطقنا الريفية، حيث الانتاج الطبيعي. اما الزراعة عموما فهي مساحة لإيجاد فرص للعمل، متى أحسنا التعاطي معها».

أخبار متعلقة :