وعلى رغم تحويلها إلى مجرد ذكرى وجدانية إلاّ أن انطلاقة المقاومة في العام 1982 شكلت منعطفا مهما في تاريخ لبنان الحديث، كون منطلقات مقاومة الاحتلال كانت وطنية بإمتياز وكانت هدفا جامعا في زمن عاصف، حيث تحول لبنان مرتعا لكل جيوش العالم وميليشياته.
بعد 40 عاما، لا يزال السجال قائما حول المقاومة، وتحديدا ضرورة ان تحظى بإجماع وطني او تستطيع تأمين التفاف شعبي حولها، وهذا أمر بديهي في بلد تسوده الانقاسامات وتنخره آفة الخلافات حيال كل شيء، على رغم كل الأحاديث بأن مقاومة الاحتلال حق مصان من خلال ميثاق الامم المتحدة وهو وسيلة مشروعة ولا ينبغي النقاش فيها بالمبدأ، إلا ان اللبنانيين، يتفقون على مبدأ المقاومة و يختلفون على أهدافها او أشكالها. فالمقاومة اللبنانية تكاد تكون العدو الأول لخيار المقاومة الوطنية بتلاوينها الشيوعية والقومية والتنظيمات العقائدية الأخرى، وصولا إلى الإشكالية الكبرى عند المقاومة الإسلامية التي نجحت بتحرير الجنوب في العام 2000 وصدت العدوان في العام 2006، وتجاوزت الحدود إلى حروب خارجية.
كل شيء في لبنان خاضع للنزاع والتجاذب، بما فيها المقاومة التي أضحت وجهة نظر في بلد تعمه الفوضى وتهدد كيانه، خصوصا ان عناوين المرحلة المستقبلية مقلقة في ظل انتعاش مشروع إسرائيل الكبرى ضمن المنحى الاقتصادي والتنموي.
بهذا المعنى، فإن العداء لإسرائيل ليس وجهة نظر، وبالتالي تصبح المقاومة حق وضرورة.




