شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على أن “تاريخنا بكل تعقيداته يؤكد أننا نستطيع حماية لبنان من أخطر أزماته الدولية والإقليمية عبر وحدة وطنية ذات شراكة بينية كاملة”.
وقال في بيان: “الأكيد أننا نمر بأخطر مرحلة داخلية لا خارجية، وعين اللحظة التاريخية على الإدارة الوطنية بعيداً عن عقدة الزواريب والنعرات الطائفية والأنابيب الخارجية، وتاريخنا بكل تعقيداته يؤكد أننا نستطيع حماية لبنان من أخطر أزماته الدولية والإقليمية عبر وحدة وطنية ذات شراكة بينية كاملة، وهنا تكمن المشكلة، وحلها لا يحتاج إلى فلسفة روحية أو طائفية أو لائحة سياسية أو تحويل الإعلام إلى مدافع أحقاد، ببساطة لأن تاريخ لبنان واضح وواقع المظلوميات مكشوف وكمية الأزمات وأسبابها وهياكلها وفساد الرؤية والمشاريع وعمليات النهب بسواتر وطنية وبرامج القتل بخلفيات سياسية ومالية وسلطوية وخارجية لا تحتاج إلى إعادة تظهير، والأسباب كثيرة ولا أريد الإتهام، لكن الأكيد والمحسوم للأبد أنّ أحداً لن يستطيع إلغاء أحد بهذا البلد، وأي خطأ بهذا المجال يمر بكارثة تطال صميم لبنان، لذلك قلنا مراراً يمكن للقوى السياسية أن تلعب ضمن حظوظ أرباحها السياسية لكنّ ذلك غير ممكن للسلطة لأنها سلطة كل لبنان لا سلطة زواريب أو طائفة أو نزعة دولية أو إقليمية”.
وتابع قبلان: “واقع لبنان المحلي والإقليمي لا يتحمّل أي مغامرة تضعنا بقلب أزمات وجودية، ولهذا، لا يمكننا إدارة ملفات لبنان دون بنية أفكار وطنية مرجعية وعلى قاعدة ما تحتاجه العدالة المواطنية التي تتسع لكل جغرافيا البلد بما في ذلك الجغرافيا السياسية المحلية التي تعيش واقعاً مميتاً فيما خصّ الأزمة السيادية والملفات الإنتقائية للسلطة التي تعيش عقدة صراع يقسم لبنان إلى قسمين، واللحظة لتأكيد القيمة الوطنية بعقل السلطة ومشروع الدولة ورؤيا الأشياء بواقعية شديدة بعيداً عن نزعة الإنتقام والتمزيق، لأنّ العالم والإقليم يعيش على القوة لا القانون ولا محل للقيم بهذا العالم، وطبيعة المحاور التي تتقاسم العالم تتوثّب الفرص الإنتهازية لإعادة رسم الخرائط ولعبة الإستيلاء والإحتلال والنهب والخراب، وما تقوم به واشنطن اتجاه فنزويلا لا يختلف عن لعبة الصيد الأطلسية بالجغرافيا الأوكرانية الروسية وبحر الصين والشرق الأوسط وبقية المناطق البحرية والبرية الحيوية بالعالم، سوى أن أقدام هذه الأمبراطوريات يأكلها سوس الغطرسة الذي يكشف قصورها الشديد عن إعادة إنتاج العالم”.
وتابع: “لذا، تلجأ إلى سيناريوهات الفوضى والخراب وهذا ما نريد حماية بلدنا منه من خلال أهم وأتمّ إدارة وطنية على الإطلاق، وما نريده الآن لبنان بصيغته الوطنية وروحيته التاريخية وواقع إدارته الجامعة بخلفية “لبنان العائلة الواحدة” لا لبنان الجاليات والجغرافيا الممزقة، واليوم “لبنان الحاضر والمستقبل” يتوقف على طبيعة الخيارات الوطنية التي تضمن قدرة هذا البلد على تجاوز أخطر أزماته الداخلية لا الخارجية”.
وختم: “للتذكير أقول: يوم احتلّ الإسرائيلي العاصمة بيروت تحوّل إلى فريسة سهلة، إلا أن الصعوبة تكمن بالإحتلال السياسي الذي يضع أهل هذا البلد بوجه بعضهم البعض، وما نريده وحدة وطنية ذات مصداقية تعكس حقيقة الملفات التي تدار على الأرض بما فيها أرض الجنوب والبقاع والضاحية، ولبنان قام ويقوم بالوحدة الوطنية ودون وحدة وطنية على الأرض سيظل لبنان ميداناً للعبة العالم ومشاريع الخراب”.




