كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
يعترف المسؤولون بأعلى مستوياتهم، بأنهم تبلغوا تحذيرات عربية ودولية، عن قيام اسرائيل بتحضير عملية عسكرية واسعة ضد لبنان ، بحجة القضاء على مواقع ومستودعات حزب لله، وبعضهم ذهب الى انها قد تستهدف ومراكز حيوية للدولة اللبنانية، وترافق ذلك مع تهديدات اسرائيلية متكررة بتنفيذ مثل هذه العملية، وكشف بعضها ان الهدف منها في النهاية، ارغام لبنان على التوصل الى تسوية مع اسرائيل .
تعامل لبنان بجديّة مع هذه التحذيرات، وتحرك المسؤولون،بأكثر من اتجاه لتطويقها، من خلال تسمية مدني للانضمام للوفد اللبناني المشارك بلجنة مراقبة وقف اطلاق النار «الميكانيزم»، وتكثيف الاتصالات والمشاورات مع الاشقاء العرب والدول الصديقة مثل فرنسا، والولايات المتحدة الاميركية، وطالبوا بالضغط على اسرائيل لمنعها من تنفيذ تهديداتها بالاعتداء على لبنان،وأكدوا بالمقابل التزام الدولة اللبنانية القيام بكل ما يلزم لتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة وحدها ،وضمنها سلاح حزب لله، استناداً للبيان الوزاري للحكومة، والقرارات المتخذة بهذا الشأن، وانه لا رجوع عن هذا القرار، ودعموا موقفهم بجردة تفصيلية، للمهام وما صادره الجيش اللبناني من مخازن ومستودعات، ودمره من مواقع منذ مباشرته مهامه جنوب الليطاني وحتى اليوم.
أبطأت حركة اتصالات الدولة اللبنانية، قيام اسرائيل بتنفيذ تهديداتها بشّن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان، نزولا عند رغبة الولايات المتحدة الاميركية ودول اخرى، مقابل تعهد لبنان، بتسريع خطوات عملية نزع سلاح الحزب في كل المناطق اللبنانية، جنوب وشمال نهر الليطاني على حدٍّ سواء، مع تأكيدات بعدم التغاضي او استثناء اي موقع او مخزن للسلاح، تحت اي ذريعة كانت، ما يعني اعطاء لبنان فرصة قصيرة لاختبار مدى قدرته على القيام بنزع سلاح الحزب ضمن المهلة المحددة باتفاق وقف النار وتنفيذا للقرار١٧٠١ .
قيام حزب لله برفض قرار الحكومة نزع سلاحه بدعم ايراني واضح وتصعيد مواقفه ضد القرار، اعطى مبررا لاسرائيل لتجديد تهديداتها بالاعتداء الواسع على لبنان، بحجة منع اعادة تسليح الحزب وضرب ما تبقَّى من سلاحه، في حين ان الادارة الاميركية ماتزال تأمل ان تنفذ الدولة اللبنانية تعهداتها بإكمال تنفيذ قرار نزع سلاح الحزب ضمن مهلة لا تتجاوز نهاية العام الحالي، بالرغم من صعوبة ذلك، لافتقار الجيش للامكانيات المطلوبة للقيام بذلك.
يظهر بوضوح ان تقرير تنفيذ اي عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق ضد لبنان، اصبح مرتبطا، بما يحصل في اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اواخر الشهر الجاري، ما يعني ان هناك سباقاً بين ما يمكنه لبنان القيام به لإكمال تنفيذ قرار نزع سلاح الحزب لتفادي ما تهدد به اسرائيل لضرب ما تدَّعيه من مراكز ومواقع للحزب.




