هدنة لـ 3 أشهر والخماسية إلى ثلاثية؟

هدنة لـ 3 أشهر والخماسية إلى ثلاثية؟
هدنة لـ 3 أشهر والخماسية إلى ثلاثية؟

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:

ليس معروفا بعد ما إذا كانت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس جاءت لتفاوض الرؤساء في لبنان من منطلق صفتها كمشرفة على عمل لجنة الميكانيزم أو كرئيسة فعلية لها… ما طرحته من توسيع لعملها، شكّل غطاء لطبيعة مهمتها الجديدة التي أوكلت بها من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيا وفقا لمعلومات خاصة حصلت عليها «اللواء» من مصادر دبلوماسية في واشنطن، والتي تقضي بحتمية الوصول الى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل.

ما يدور في الكواليس، يشير بوضوح الى وجود مساعٍ أميركية حثيثة لإتمام هذه المفاوضات، والتي يشكّل ألف باء نجاحها حسب مصادر سياسية رفيعة المستوى خفض التوتر ووقف الاعتداءات، أكثر من ذلك، كشفت المصادر، للمرة الأولى، عن ملامح مبادرة جديدة تتضمن تقليص اللجنة الحالية من خماسية إلى ثلاثية، تضمّ لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل فقط إذا نجحت أورتاغوس في خفض التصعيد وتهدئة الوضع، بالتوازي مع الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، وأبعد من ذلك، يمكن حينها تطعيم هذه اللجنة بمدنيين… أما ما لم يُقل صراحة، فيمكن استنتاجه بوضوح، ان إسرائيل لم تعد متحمّسة لدور الفرنسيين واليونيفيل، وترى أن الدور الحاسم في المرحلة المقبلة يجب أن يكون بيد الأميركيين.

عملياً، لم يرفض لبنان مبادرة الموفدة الأميركية لتوسيع عمل «الميكانيزم»، باستثناء البند المتعلق بإشراك سياسيين في اللجنة، وهو أمر مرفوض بشكل قاطع.. أما تطعيمها بمدنيين، فموقف بيروت منه لا يزال سلبياً اليوم، لكنه قد يصبح موضع بحث لاحقا، وخصوصاً إذا نجحت أورتاغوس في أداء دورها كرئيسة فعلية للجنة الميكانيزم حسب توصيف المصادر، التي أكدت ان تجاوب لبنان مع طروحات أورتاغوس يبقى مشروطاً بمهمة محددة، وهي نجاحها في وقف الاعتداءات نهائياً أو على الأقل تخفيف حدّة التوتر وتهيئة مناخ يسمح بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

بعد نجاح الأميركيين في فرض تهدئة نسبية في غزة، بعثت واشنطن برسائل إلى الدولة اللبنانية مفادها أن «النموذج الغزّاوي» يمكن أن ينجح في لبنان أيضا… هذه الرسائل سبقت وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، والتي أتت لتقدّم مقاربة «سياسية – أمنية» تحمل في طياتها أكثر من بُعد.

في لقائها مع الرئيس جوزاف عون، تحدثت أورتاغوس باسم ترامب شخصيا عن «اهتمامه الخاص بالاستقرار في المنطقة»، مؤكدة أن ما جرى في غزة «مفيد للبنان» وأن الخطوات التي يتخذها الجيش تحظى بتقدير واشنطن، لكنها نقلت في الوقت نفسه وجهة نظر إسرائيل التي تعتبر أن الجيش اللبناني لا يقوم بدوره الكامل في الجنوب، وأن انتشاره غير كافٍ.. حينها ردّ عون بوضوح: كيف يمكن للجيش أن يؤدي مهامه في ظلّ استمرار الاحتلال والاعتداءات، وغياب الإمكانيات، وتأرجح مؤتمر دعم الجيش؟ ولكن النقطة الأهم، ان اللقاء كان إيجابيا، ولم تحمل أورتاغوس أي تهديد بالحرب.

أما في لقائها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أعادت أورتاغوس العبارات نفسها التي قالتها لعون، لكنها أضافت اتهاما مباشرا بأن «الحزب لا يزال يهرّب السلاح من سوريا»، فردّ بري: «هذا الاتهام يدينكم أنتم، لأنكم المسؤولون عن سوريا، فلماذا تحمّلوننا المسؤولية»؟.. ما سمعته أورتاغوس في عين التينة كان واضحا: إذا كانت واشنطن لم تنفّذ حتى الآن البنود الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فكيف يمكن الانتقال إلى نقاش حول مفاوضات جديدة؟

وفيما بدا ان أورتاغوس «المفوض السامي الجديد في لبنان» والرئيسة الفعلية للميكانيزم كما أعادت تقديم نفسها للمسؤولين، تفهّمت الموقف اللبناني ولم تحمل أي رسائل تهديد بالحرب، بدا ان مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد حذا حذوها، فرشاد الذي اجتمع مع رئيس حكومة بنيامين نتنياهو قبل قدومه الى بيروت، كان واضحا في انه لا يحمل أي رسائل تهديد، ولكن تقييمه بعد لقائه نتنياهو، يشير الى وجود رغبة لدى الأخير بالتصعيد، وان على لبنان التحوّط وسحب الذرائع والقيام ببعض الترتيبات حتى لا تقع الحرب.

في لقاءات رشاد، كان الرجل حريصا على التأكيد بأننا كمصريين، والكلام لرشاد، جئنا للاستماع إليكم، وإبلاغكم ان مصر مستعدّة للمساعدة… وهذا الكلام يتقاطع مع معلومات المصادر التي أكدت ان رشاد لم يحمل أي مبادرة للحل ولا يوجد طرح مصري محدّد بهذا الخصوص، بل أعرب عن استعداد بلاده للعب دور على خط التهدئة، على غرار الدور الذي لعبته في التوصل الى اتفاق إنهاء الحرب في غزة ونجاح قمة شرم الشيخ.

ولكن بالمقابل، هناك معلومات تحدثت عن مبادرة مصرية جرى التباحث بشأنها مع القيادات في لبنان، وترتكز على تنفيذ القرار 1701 ومنع تجدّد المواجهات بين لبنان وإسرائيل، على أن تجري المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في القاهرة، فيما تم الكشف عن بعض النقاط التي تضمنتها المبادرة ومنها:

أولا: التفاهم على هدنة تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر، يجري خلالها وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية نهائيا وتسليم الأسرى، مقابل إنهاء وجود حزب الله في جنوب الليطاني بشكل كامل.

ثانيا: مبادرة القاهرة الى التواصل مباشرة مع قيادة حزب الله، وإيجاد صيغة «سياسية – أمنية» برعاية دولية لمسألة سلاحه شمال الليطاني.

ثالثا: بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط اللبنانية المحتلة بالتوازي مع بدء حل سلاح حزب الله شمال الليطاني.

رابعا: إجراء ترسيم شامل للحدود البرية مع فلسطين المحتلة، ومن ضمنها طرحت القاهرة وساطتها بين لبنان وسوريا لحل مسألة مزارع شبعا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هدنة لـ 3 أشهر والخماسية إلى ثلاثية؟
التالى سيدة تتسبب بحريق في محطة وقود! (فيديو)